من موضوعاتنا:

نص تصريح 28 فبراير 1922 الخاص باستقلال مصر

يعتبر البعض تصريح 28 فبراير 1928 م الصادر من ملك بريطانيا وموجه إلى مصر هو التاريخ الحقيقي لاستقلال مصر، وأن ما حدث بعد ذلك في معاهدة 1936 م أو معاهدة الجلاء في 1954 م هو تحصيل حاصل.

ما حققه تصريح 28 فبراير 1922 م

بالفعل حقق تصريح 28 فبراير 1928 م نتائج إيجابية متعددة لمصر منها؛ الاعتراف بمصر كدولة مستقلة حتى ولو كان هذا الاستقلال شكليًّا، إصدار دستور 1923 م، والتخلص من الأحكام العرفية والتخلص من السيطرة الإنجليزية التامة على
نص تصريح 28 فبراير 1928 الخاص بإعلان استقلال مصر عن بريطانيا
نص تصريح 28 فبراير 1928 الخاص بإعلان استقلال مصر عن بريطانيا
الأمور الداخلية المصرية، لكن تصريح 28 فبراير 1928 م لم يحقق الاستقلال الحقيقي المنشود لمصر، ويتضح هذا من التحفظات الأربعة الواردة في التصريح وهي تحفظات مهمة وجوهرية تفقد الاستقلال أي معنى حقيقي، كما أن مصر ظلت مكبلة بالكثير من القيود المتوارثة منذ الاحتلال العثماني ومن بعده الاحتلال الإنجليزي والتي تم التخلص من بعضها في معاهدة 1936.

هل حقق تصريح 28 فبراير 1922 الاستقلال لمصر؟


نقول ونرد على القائلين بأن تصريح 28 فبراير قد حقق استقلال مصروأن ما حدث بعد ذلك في معاهدة 1936 م أو معاهدة الجلاء في 1954 م هو تحصيل حاصل:
- لماذا وقعت مصر معاهدة 1936 م مع بريطانيا بعد مفاوضات امتدت لسنوات طوال؟
- لماذا وقع حادث 4 فبراير 1942 م وما فيه من دلالة على عدم الاستقلال؟
- لماذا وقعت اتفاقية الجلاء في 1954 م بعد مفاوضات عسيرة امتدت لسنوات طوال؟
- لماذا تم تأميم قناة السويس في 1956 م وما تبعها من عدوان ثلاثي؟
- أين الاستقلال الاقتصادي الذي حققه تصريح 28 فبراير؟
- أين حل قضية السودان التي لم يستطع الملك فؤاد أو ابنه فاروق ممارسة أي سيادة فعلية عليها؟ اطلع على هل كان فاروق ملكًا على مصر والسودان؟، ولماذا صدر القانونان رقمي 176 و177 لسنة 1951 م بخصوص السودان؟
- ماذا عن بقاء القوات البريطانية في القاهرة والإسكندرية حتى 1946 م؟
- ماذا عن السيطرة البريطانية على الكثير من المناصب العليا، أو العمل طبقًا لإرادتها؟
- ماذا عن قناة السويس والسيطرة عليها؟
- ماذا عن الامتيازات الأجنبية والمحاكم المختلطة؟ أين وأين وأين...
في مقالنا هذا سنعرض نص تصريح 28 فباير 1922 الخاص برفع الحماية البريطانية عن مصر، أما أسباب ونتائج تصريح 28 فبراير؟ ورد القيادات السياسية المصرية على التصريح ورأيها فيه، وهل استقلت مصر بالفعل بعد إصدار تصريح 28 فبراير؟ سنجعلها لمقال آخر.
وإلى نص
 

تصريح 28 فبراير 1922 م الموجه من ملك بريطانيا إلى مصر

« إعلان إلى مصر من حكومة جلالة ملك بريطانيا ( 28 فبراير 1922):
بما أن حكومة جلالة الملك، طبقًا لنواياها التي أعلنت عنها، ترغب على الفور في أن تعترف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة، وبما أن العلاقات بين حكومة جلالة الملك ومصر لها أهمية حيوية للإمبراطورية البريطانية؛ تعلن بموجب ذلك المبادئ الآتية:
1- انتهاء الحماية البريطانية على مصر، وإعلان مصر دولة مستقلة ذات سيادة.
2- حالما تصدر حكومة عظمة السلطان قانون ضمانات نافذ على كل سكان مصر، سوف يتم سحب الأحكام العرفية التي أعلنت في 2 نوفمبر 1914.
3- إلى أن يحين الوقت الذي يتسنى فيه إبرام اتفاقات بين حكومة جلالة الملك و بين الحكومة المصرية فيما يتعلق بالأمور الآتي بيانها، وذلك بمناقشات حرة وترتيبات ودية من الجانبين، للتوصل إلى اتفاقات بين حكومة جلالته والحكومة المصرية، فإن حكومة جلالة الملك تتحفظ بشكل مطلق على
أ‌- أمن مواصلات الإمبراطورية البريطانية في مصر.
ب‌- الدفاع عن مصر ضد كل اعتداء أو تدخل خارجي، مباشرًا كان أو غير مباشر.
ج‌- حماية المصالح الأجنبية في مصر، وحماية الأقليات.
 د- السودان.

 وحتى يتم التوصل إلى هذه الاتفاقيات، تبقى الحالة فيما يتعلق بتلك الأمور على ما هي عليه».
هذا نص تصريح 28 فبراير كما وجه من ملك بريطانيا إلى سلطان مصر فؤاد.
المرجع:
في أعقاب الثورة المصرية- الجزء الثاني- عبد الرحمن الرافعي.
جمال الغريدي
جمال الغرِّيدي
جمال الغرِّيدي
تعليقات