استقلال السودان أم انفصال السودان عن مصر؟ يسأل البعض، وهل كان الملك فاروق يُسمى ملك مصر أم ملك مصر والسودان؟ وما دور وعلاقة ثورة يوليو وجمال عبد الناصر باستقلال السودان؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها أعددنا عدة مقالات مهمة تتناول موضوع السودان منذ محمد علي حتى إعلان استقلال السودان في ١٩٥٦ م.
![]() |
الاحتلال المصري التركي للسودان - حملات محمد علي على السودان |
الاحتلال المصري التركي للسودان.
الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان.
اتفاقية الحكم الثنائي الإنجليزي المصري للسودان المعروفة باتفاقية ١٨٩٩ م.
السودان في طريق الاستقلال.
نص القانونين ١٧٦ و١٧٧ لسنة ١٩٥١ م المصريين الخاصين بالسودان.
هل كان الملك فاروق ملكًا على مصر والسودان؟
نص اتفاقية حق تقرير المصير للسودان ١٩٥٣ م للسودان.
جمال عبد الناصر واستقلال السودان.
السودان قبل الغزو المصري التركي
كان السودان قبل الاحتلال المصري عبارة عن عدة سلطنات وممالك منفصلة مثل سلطنة سنار ومملكة الشايقية ومملكتي الجعليين والميرقاب وسلطنة الفور وغيرها. هل قرأت: نقاش حول السودان من الاحتلال إلى الاستقلال.
والجدير بالذكر أن جيوش الفتح الإسلامي توقفت عند النوبة، وتم الصلح بين العرب المسلمين والنوبيين على عدة شروط ومحاور منها حرية التجارة، ومع الوقت دخل الإسلام للنوبة والسودان عن طريق الهجرة والتجارة والمصاهرة. وانتشرت في السودان القبائل العربية قادمة من الشرق والجنوب والشمال، وانتشرت لغتها ودينها الحنيف، وكان السودان أبعد من غيره عما يجري في الشمال والشرق.
أهداف محمد علي من غزو السودان
ولأن محمد علي أراد أن يبني دولة قوية، ولأنه بدأ يبحث عما في الأقاليم المجاورة من عناصر الثروة والنفوذ؛ فقد جعله عينه المتلهفة على السودان؛ لعله يجد فيها ما يشبع جوعه، ويسد نهمه، ويحقق رغباته الجامحة.فقد أراد الرجل أن يحمل منها مناجم من الذهب والألماس، وقرر أن يجند السودانيين في جيوشه؛ حيث اعتقد أن السودانيين سيكونون أكثر طاعة وأداء في جيوشه، بعيد عن المتمردين من الألبان والبوشناق....، وبعيدًا عن المصريين الضعفاء الذين رأى أنهم لا يجيدون سوى الفلاحة، وبحثًا من الباشا عن مصادر جديدة للجباية وزيادة إيرادات دولته الطامعة، كما كان الباشا يهدف إلى مطاردة فلول المماليك الذين هربوا إلى السودان بعد مجزرة القلعة وما تالها. رَ الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان.
غزو محمد علي للسودان- الحملة التركية
بدأ الغزو في يوليو١٨٢٠ م بقيادة إسماعيل ابن محمد علي، في جيش عدده ٤٠٠٠ مقاتل، مدججين بالأسلحة النارية الحديثة، بينما مقاتلي الممالك والقبائل السودانية بسيوف ورماح وأسهم ونبال.كان أغلب المقاتلين في جيش محمد علي من الألبان والبوشناق والشركس..؛ لذلك سمي بالجيش التركي وبالحملة التركية، لكنه في كل الأحوال كان قادمًا من الشمال فهو من مصر، ويمثل مصر وقتها.
قابل جيش محمد علي مقاومة جدية في طريقه لاستكمال الغزو، لكنه انتصر بفضل أسلحته الحديثة، وخططه المتفوقة، ووحشيته المفرطة التي بلغ صداها أرجاء السودان، وصلت لدرجة أن إسماعيل قرر بعد إحدى معاركه أن يمنح مكافأة قدرها ٥٠ قرشًا لمن يأت له بأذني سوداني؛ فانطلق الجنود المتوحشون في قطع آذان من يقابلون من السودانيين رجالًا ونساءً كبارًا وصغارًا، لا يفرقون بين مقاتل وغير مقاتل وبين مريض وسليم.
تصرفات دولة محمد علي في السودان
مارس رجال دولة محمد علي ضد السودانيين فظائع كارثة، وعاملوهم معاملة قاسية، اتسمت بالتكبر والتجبر والبطش واللطش، والجباية القاسية التي لم يعتاد السودانيون مثلها، ولم يعرفوا شبيهها.فقد فرض إسماعيل ابن محمد علي ومن بعده ضرائب كبيرة على المواشي والتجارة والزراعة وكل ما يربح ومن يكسب في السودان، وطلبوا من السودانيين تقديم أبناءهم ليرسلوهم إلى مصر للتجنيد كالعبيد، وضغطوا على السودانيين في كل مناحي الحياة بحجة التنظيم والبناء والتطوير، يضاف لهذا الانحلال الأخلاقي المنتشر بين المحتلين من وجهة نظر السودانيين.
![]() |
رسم للمك نمر ملك الجعليين الذي حرق إسماعيل بن محمد علي باشا مصر أثناء حملاته لاحتلال السودان |
وانتقامًا لما فعله المك نمر؛ قاد محمد بك الدفتردار زوج بنت محمد علي أفعالًا شنيعة للانتقام والتشفي؛ فقتل بوحشية ما يزيد عن 30 ألف سوداني، وحرق الكثير من القرى، وخطف الكثير من السودانيين، وحبس وسجن.
واستمر وضع التكبر والتجبر والتسلط والجباية القاسية الظالمة في عهد محمد علي ومن بعده، لا بل زاد الخديوي إسماعيل على سوء الإدارة المصرية أن أتى بمرتزقة فشلة من أوربا وأمريكا، وأعلى قدرهم ومنحهم الباشوية، وأطلق يدهم فيما يفعلون بالسودانيين؛ مثل هكس باشا، وكولن بونت ذلك الضابط الأمريكي المهزوم الذي كان يحارب من أجل استمرار الاستعباد، وبعد هزيمة الجنوب قرر مغادرة أمريكا؛ فجاء لإسماعيل الذي جعل منه باشا وقائدًا.
ومع طموح إسماعيل المظهرية الكبير، وديونه الكثيرة؛ زاد ضغط إدارته على السودانيين من أجل الجباية، واستمر من بعده في ذلك.
السودانيون والاحتلال المصري التركي- الثورة المهدية
لم يرضخ السودانيون لذاك الاحتلال، ولم ينقطع سخطهم عليه، واستمروا في الاحتجاجات والانتفاضات، ولعل أهم وأشهر ثورات السودانيين هي الثورة المهدية، قامت الثورة المهدية بقيادة محمد أحمد المهدي الذي قاد السودانيين للتخلص من الاحتلال والمحتلين.وبدأت الثورة بخوض معارك عديدة ضد المحتلين، بمعركة أبا ١٢ أغسطس ١٨٨١ م، مرورًا بمعارك كثيرة انتصر فيها المهديون، ثم معركة الخرطوم ١٨٨٤ م ، ثم توجه الثوار السودانيون نحو مصر وراء الجيش المصري المهزوم، ودخلوا الأراضي المصرية لكنهم هُزموا في معركة توشكى (داخل الأراضي المصرية ) عام ١٨٨٩ م.
انتصر السودانيون رغم بساطة تسليحهم وأساليبهم، بسبب قوة إيمانهم بقضيتهم، وكثرة وقسوة ما رأوا من المحتلين، وبسبب ضعف المحتلين وفسادهم. هل أطلعت على اتفافية حق تقرير المصير للسودان؟
وبقيام الثورة المهدية وطردها للجيش المصري تكون قد انتهت فترة الاحتلال المصري التركي والتي تبدأ بعدها مرحلة الاحتلال المصري الإنجليزي.
* المراجع:
١- عصر محمد علي- عبد الحمن الرافعي-دار المعارف ١٩٨٩ م.
٢- مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال- عبد الرحمن الرافعي- النهضة المصرية- ١٩٤٨ م.
٣- في أعقاب الثورة المصرية( ١٩٤٧- ١٩٥١ م)- عبد الرحمن الرافعي- مكتبة النهضة المصرية- ١٩٥١ م.
٤- فاروق وسقوط الملكية- لطيفة محمد سالم- مكتبة مدبولي.
٥- مقدمات ثورة يوليو- عبد الرحمن الرافعي- الطبعة الثالثة- دار المعارف- ١٩٨٧ م.
3- محمد فؤاد شكري: مصر والسيادة على السودان- مؤسسة هنداوي ٢٠٢٥ م.
4- محسن محمد: مصر والسودان الانفصال بالوثائق السرية البريطانية والأمريكية- دار الشروق.
٥- مقدمات ثورة يوليو- عبد الرحمن الرافعي- الطبعة الثالثة- دار المعارف- ١٩٨٧ م.
3- محمد فؤاد شكري: مصر والسيادة على السودان- مؤسسة هنداوي ٢٠٢٥ م.
4- محسن محمد: مصر والسودان الانفصال بالوثائق السرية البريطانية والأمريكية- دار الشروق.
نتمنى أن نكون قد ساعدنا من يبحث عن:
الاحتلال المصري التركي للسودان.
مصر والسودان.
متى تم احتلال السودان؟
مقاومة السودانيين للاحتلال المصري التركي.
الثورة المهدية.
أفعال وتصرفات وجرائم الجيش المصري في السودان.
كيف قاوم السودانيين الاحتلال المصري التركي؟
ما أهداف محمد علي من احتلال السودان؟
الثورة المهدية ضد الاحتلال المصري التركي للسودان.
معركة كرري.
الاحتلال المصري الإنجليزي للسودان.
السودان المصري الإنجليزي.
اتفاقية السودان 1899 م.
الثورات السودانية ضد الاحتلال المصري التركي والمصري الإنجليزي.
دستور 1923 في مصر.
معاهدة 1936 م والسودان.
الملك فاروق والسودان.
ملك مصر والسودان.
السودان في عهد الملك فاروق.
السودان والمملكة المصرية.
استقلال السودان.
انفصال السودان عن مصر.
استقلال السودان أم انفصال السودان؟
تاريخ السودان.
محمد نجيب والسودان.
جمال عبد الناصر والسودان.
الإخوان المسلمون في السودان.
حزب الأمة.
الإمام المهدي.
اتفاقية حق تقرير المصير للسودان.
إعلان استقلال السودان.
جمال الغريدي
قل معلوماتك وعبر عن رأيك