من موضوعاتنا:

الاحتلال المصري الإنجليزي للسودان

بعد نجاح الثورة المهدية في تحرير السودان، وطرد الاحتلال المصري التركي للسودان، خطط حكام مصر الطامعين المتكبرين لاسترجاع السودان، فكيف تفلت من أيديهم بقرة حلوب؟!!،هذه البقرة التي تحلب لهم ثروات ما، وتعطيهم شعورًا بالعظمة والزهو، وأغضبهم أن يتجرأ السودانيون ويقاموا ويتحرروا؟!!
الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان وهزيمة الثورة المهدية
الاحتلال الإنجليزي المصري للسودان وهزيمة الثورة المهدية
اشترك الخديوي- الذي يحكم بلدًا محتلًا احتلالًا جاءت به أسرته الحاكمة المتحكمة وأعوانها؛ حتى يستمر تسلطها على مصر والمصريين؛ اشترك مع المحتلين لبلده في احتلال بلدًا آخر؛ رهبًا من المحتلين، ورغبة في السلطة على السودان، والجباية من خيراته، وقد أعددنا مجموعة من المقالات والوثائق الخاصة بالسودان من الاحتلال إلى الاستقلال اقرأوها من هنا.

الجيش المصري الإنجليزي يغزو السودان

رجع الجيش المصري والإنجليزي معًا إلى السودان حيث حاربا معًا بقيادة كتشنر وارتكبا في هذه الحملة فظاعات كثيرة وقتل وأُسر وجرح فيها ما يقرب من 30000 سوداني؛ حيث قتل في معركة كرري وحدها يوم 2 سبتمبر 1898 م ما بين 10000 إلى 20000 ألف سوداني!!!! نعم الأعداد السابقة صحيحة كما تقول كل المصادر ولم أخطئ في الأصفار، حيث قاتل السودانيون المهديون رغم بساطة تسليحهم مقاومة شرسة شريفة، فرد عليهم المحتلون الذين يمتلكون أحدث الأسلحة وقتها بغير شرف وأحدثوا فيهم مجزرة دامية.
أي أن الجيش المصري والدولة المصرية قاموا بدور المحلل لاحتلال الإنجليز للسودان، وفي ذلك يقول عبد الرحمن المهدي: " عجيبٌ أمر المصريين يقبلون أن يفاوضوا الإنجليز، ولا يقبلون أن نفعل مثلهم، وإنهم يتناسون كيف جاء الإنجليزي في عربة يسوقها مصري، وتجرها الخيول المصرية، فهل يجدر بنا أن نفاوض السائس أم يجدر بنا أن نفاوض الخيول أم الأفضل لنا أن نتحدث مع السيد الإنجليزي؟".

تقنين الاحتلال المصري للسودان باتفاقية 1899

في 19 يناير 1889 م تم توقيع "اتفاقية السودان" بين مصر وبريطانيا، والتي ونصت المادة الأولى من الاتفاقية على أن الحد الفاصل بين مصر والسودان هو خط عرض 22 درجة شمالاً.
وهذا الحد سياسي، وليس حدًا بين ولايات أو محافظات، ووضع حدود سياسية دولية بين إقليمين يعني أنهما غير متحدين في دولة واحدة، ويعني أن لكل منهما حدوده الواضحة، ويعني أن الأمر احتلالًا مصريًا إنجليزيًا مشتركًا، حيث يتواجد المصريون متحكمين مع الإنجليز في دولة أخرى.
وبمقتضى هذه الاتفاقية وُضعت سلطات حكم السودان في يد "الحاكم العام للسودان"، والذي كانت إنجلترا هي من تختاره، ويُشترط في الحاكم العام للسودان أن يكون إنجليزيًا، وبالفعل لم يتولى مهمة " الحاكم العام للسودان" سوى الإنجليز منذ الاحتلال حتى الاستقلال، ولم يُعين فيها مصري قط.
وبتوقيع اتفاقية " السودان" بدأ احتلالًا إنجليزيًا مصريًا مشتركًا للسودان، كانت مصر فيه محللًا لهذا الاحتلال، بل وهي المسؤولة عن التكاليف المادية والإدارية لاحتلال السودان، أي أنها تحلب السودان لصالح لبريطانيا التي تحلب مصر أيضًا. رَ السودان في طريق الاستقلال.
يقول المرحوم صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة ومسؤول ملف السودان في مذكراته: " الحقيقة الواقعة وهي أن السودان انفصل منذ عام 1899، رغم إصرار كل الساسة المصريين على مواجهة شعب مصر في كل خطبة سياسية أو حفلة انتخابية أو خطاب عرش بأن السودان جزء لا يتجزأ من الأراضي القضاء المصرية، لم يقولوا قط إنهم باعترافهم بوفاق 1899 م قبلوا حكم إنجلترا وحدها واقعيِّا للسودان، ومكنوها من فصم كل رابطة وتدمير كل علاقة بين القطرين".
وكان يتواجد في الإدارة المشتركة للسودان موظفون مصريون، لكن السلطات الحقيقية كانت في يد الإنجليز وللإنجليز، ومع أن الموظفين المصريين يخدمون المحتل الإنجليزي؛ إلا أنهم تعاملوا مع السودانيين بعجرفة وتكبر، ولم يخجلوا من كونهم خدمًا لدى من يحتلهم، ويحتل بهم السودان. هل كان الملك فاروق ملكًا على مصر والسودان؟
وكان تواجد ممثلي السلطة المصرية سواء مدنيين أو عسكريين هو تواجد شكلي، فالإنجليز يحتلون ويستغلون، لكنهم يشاركون المصريين في إدارة الاحتلال، وحكام مصر لم يكن لديهم مشكلة في أن يشاركون المحتل في الاحتلال من أجل دغدغة مشاعر العظمة بأنهم لهم سيطرة ونفوذ- ولو شكلي- خارج حدودهم.

* المراجع:
١- عصر محمد علي- عبد الحمن الرافعي-دار المعارف ١٩٨٩ م.
٢- مصر والسودان في أوائل عهد الاحتلال- عبد الرحمن الرافعي- النهضة المصرية- ١٩٤٨ م.
٣- في أعقاب الثورة المصرية( ١٩٤٧- ١٩٥١ م)- عبد الرحمن الرافعي- مكتبة النهضة المصرية- ١٩٥١ م.
٤- فاروق وسقوط الملكية- لطيفة محمد سالم- مكتبة مدبولي.
٥- مقدمات ثورة يوليو- عبد الرحمن الرافعي- الطبعة الثالثة- دار المعارف- ١٩٨٧ م.
3- محمد فؤاد شكري: مصر والسيادة على السودان- مؤسسة هنداوي ٢٠٢٥ م.
4- محسن محمد: مصر والسودان الانفصال بالوثائق السرية البريطانية والأمريكية- دار الشروق.
نتمنى أن نكون قد ساعدنا من يبحث عن:
الاحتلال المصري التركي للسودان.
مصر والسودان.
متى تم احتلال السودان؟
مقاومة السودانيين للاحتلال المصري التركي.
الثورة المهدية.
أفعال وتصرفات وجرائم الجيش المصري في السودان.
كيف قاوم السودانيين الاحتلال المصري التركي؟
ما أهداف محمد علي من احتلال السودان؟
الثورة المهدية ضد الاحتلال المصري التركي للسودان.
معركة كرري.
الاحتلال المصري الإنجليزي للسودان.
السودان المصري الإنجليزي.
اتفاقية السودان 1899 م.
الثورات السودانية ضد الاحتلال المصري التركي والمصري الإنجليزي.
دستور 1923 في مصر.
معاهدة 1936 م والسودان.
الملك فاروق والسودان.
ملك مصر والسودان.
السودان في عهد الملك فاروق.
السودان والمملكة المصرية.
استقلال السودان.
انفصال السودان عن مصر.
استقلال السودان أم انفصال السودان؟
تاريخ السودان.
محمد نجيب والسودان.
جمال عبد الناصر والسودان.
الإخوان المسلمون في السودان.
حزب الأمة.
الإمام المهدي.
اتفاقية حق تقرير المصير للسودان.
إعلان استقلال السودان.
جمال الغريدي
جمال الغرِّيدي
جمال الغرِّيدي
تعليقات