تُوفي الرئيس جمال عبد الناصر- رحمه الله- في يوم الاثنين الموافق السابع والعشرين من رجب سنة 1390 هجرية الموافق الثامن والعشرين من سبتمبر 1970 م ( 28/ 9/ 1970)، وكانت وفاته رحمه الله بعد توديعه لأمير الكويت الشيخ
![]() |
نعي جمال عبد الناصر كما ألقاه أنور السادات |
وقد بذل الرئيس جمال عبد الناصر جهودًا كبيرة في القمة برغم ظروفه الصحية الصعبة والتي كان يعالج منها ببرنامج علاجي حازم؛ لتزداد مضاعفات الأزمة الصحية وتخرج روح جمال عبد الناصر إلى بارئها.
وقد قُدم نعيٌ رسمي للرئيس جمال عبد الناصر، فمن كتب خطاب نعي الرئيس جمال عبد الناصر؟ ومن ألقى النعي؟ وما نص خطاب النعي كاملًا؟
لقد كتب هذا النعي البليغ محمد حسنين هيكل، وألقاه نائبه محمد أنور السادات بصوت شجي- يرى البعض أنه كان تمثيلًا- وقراءة بليغة، وذلك عبر الإذاعة والتلفزيون المصريينِ، السادات الذي قرأ نعيه حسني مبارك بعد ذلك، وكل ناعي يومًا سيُنعى.
وقد سببت وفاة الرئيس جمال عبد الناصر حزنًا على محبيه، وفرحًا لكارهيه؛ وفي يوم جنازته خرج الملايين من محبيه في وداعه في مشهد ندر حدوثه؛ لتكون جنازته من اكبر الجنازات في التاريخ، وإلى:
نص خطاب نعي الرئيس جمال عبد الناصر- ألقاه السادات
" فقدت الجمهورية العربية المتحدة وفقدت الأمة العربية وفقدت الإنسانية كلها رجلًا من أغلى الرجال، وأشجع الرجال وأخلص الرجال وهو الرئيس جمال عبد الناصر الذى جاد بأنفاسه الأخيرة في الساعة السادسة والربع من مساء يوم 27 رجب 1390 الموافق 28 سبتمبر1970، بينما هو واقف في ساحة القتال يكافح من أجل وحدة الأمة العربية ومن أجل يوم انتصارها.
لقد تعرّض البطل الذى سيبقى ذكره خالدا إلى الأبد في وجدان الأمة والإنسانية لنوبة قلبية حادة، بدت أعراضها عليه في الساعة الثالثة والربع بعد الظهر، وكان قد عاد إلى بيته بعد انتهائه من مراسم اجتماع مؤتمر الملوك والرؤساء العرب الذى انتهى بالأمس في القاهرة والذى كرّس له القائد والبطل كل جهده وأعصابه ليحول دون مأساة مروّعة دهمت الأمة العربية.
إن اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكي العربي ومجلس الوزراء (وقد عقدا جلسةً مشتركةً طارئةً على أثر نفاذ قضاء الله وقدره) لا يجدان الكلمات التي يمكن بها تصوير الحزن العميق الذى ألمّ بالجمهورية العربية المتحدة وبالوطن العربي والإنساني إزاء ما أراد الله امتحانها به في وقت من أخطر الأوقات ....إن جمال عبد الناصر كان أكبر من الكلمات وهو أبقى من كل الكلمات، ولا يستطيع أن يقول عنه غير سجلّه في خدمة شعبه وأمته والإنسانية مجاهدًا عن الحرية ومناضلًا من أجل الحق والعدل ومقاتلًا من أجل الشرف إلى آخر لحظة من العمر.
ولعلّ هذه الكلمات لا تكفي لعزاء جمال عبد الناصر رغم أن الشيء الوحيد الذى يمكن أن يفي بحقه وبقدره هو أن تقف الأمة العربية كلها الآن وقفةً صابرةً صامدةً شجاعةً قادرةً؛ حتى تحقق النصر الذي عاش واستشهد من أجله ابن مصر العظيم وبطل هذه الأمة ورجلها وقائدها حيث يقول تعالى «..... يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي...».
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته."
قل معلوماتك وعبر عن رأيك