«إن نقطة دم مصرية أثمن عندي من كل عروش الدنيا، والرحيل فورًا أهون على قلبي من سفك دماء مصرية، حفاظا على منصبى».
![]() |
| هل رفض الملك فاروق إراقة الدماء وقتال الجيش المصري في يوليو 1952 م |
وهي ضمن الشائعات التي انتشرت حتى أصبحت كأنها حقيقة ثابتة وصار ترديد القول برفض فاروق مواجهة حركة الضباط الأحرار في يوليو ١٩٥٢ م بحجة عدم إراقة دماء المصريين، وصدقها الكثيرون وبدأوا في ترويجها لكن شهادات تاريخية مهمة ووثائق أجنبية تثبت عكس هذا القول ودحض الشائعة من جذورها سنتعرض بعضها في هذا المقال. هل تعرف كيف دخل الضباط الأحرار الكلية الحربية؟
شهادات ووثائق حول رحيل الملك فاروق ورفضه إراقة دماء المصريين
نعرض هنا شهادة بعض من كانوا في الأحداث وساهموا في صنعها وأثروا فيها، لا منشور من صفحات يكتب فيها كتابة ركيكة هواة وبلهاء.
محمد نجيب يتحدث عن رفض الملك فاروق إراقة دماء المصريين
كرر الرئيس محمد نجيب شهادته هذه في مذكراته المختلفة ومنها كتابه: " كنت رئيسًا لمصر " صفحة ١٢١ حيث يقول:" وعلمنا أن الملك اتصل بالسفير الأمريكي، وطلب منه أن يبلغ الإنجليز أنه في حاجة إلى عونهم، لكن السفير اعتذر بحجة عدم تدخل بلاده في الشؤون الداخلية...ولكنه وعد الملك بحمايته وحمايته أرواح عائلته إذا احتاج الأمر إلى ذلك، وغضب الملك من رد كافري، وطلب قائد القوات البريطانية في مصر وطلب منه أن يضع خطة لتهريبه هو وأعوانه خارج مصر، لكن القائد البريطاني تراخى في الاستجابة لطلب الملك، فإذا بالملك يطلب منه احتلال القاهرة وضرب الإسكندرية بالأسطول.. وفي هذه المرة رُفض طلبه تمامًا.
ولم ييأس الملك .. فاتصل بإدين وكرر عليه نفس المطالبة، فعرض أيدن الأمر على حكومته، التي عرضتها على الرئيس ترومان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك الوقت .. والذي عارض بشدة أي تدخل في شؤون مصر الداخلية.. وأحبط محاولات الملك الأخيرة"
أننا هنا أمام شهادة شخص مهم هو قائد في تلك الأحداث وعين عليها ثم إن موقفه النفسي من فاروق فيه شيء من التعاطف والشفقة وليس لديه مبررات كافية بعد تلك السنوات للتبلي على فاروق أو محاولة تشويه صورته وبالتالي علينا أخذ هذه الشهادة بدرجةٍ عاليةٍ من الجدية.
ونذكر أن نجيب هو محبوب الإخوان المسلمين والجماعات التي تكره جمال عبد الناصر، وتحط من ثورة يوليو وإنجازاتها.
شهادة أحمد مرتضى المراغي عن موقف الملك فاروق في يوليو
في كتابه: " شاهد على حكم فاروق" ينفي أحمد مرتضى المراغي وهو ابن أحد شيوخ الأزهر في زمن فاروق محمد مصطفى المراغي، والوزير الأخير للداخلية في عهد الملك فاروق هذه الشائعة في أكثر من موضع منها ما جاء في صفحة ٢٩٠:
" لقد أراد الملك فاروق فعلًا أن يستعين بالإنجليز في اليوم التالي لقيام الثورة، فأرسل مبعوثًا إلى السفارة البريطانية قبل فيها الوزير المفوض مستر كرسويل الذي كان قائمًا بأعمال السفير.
وقال المبعوث للسفير المفوض أنني موفد من الملك فاروق برسالة إليك.
سأل المستر كرسويل ( بسخرية ) وما هي الرسالة؟
قال المبعوث: إنه يود معرفة إذا كنتم تستطيعون مساعدته؟
أجاب المستر كرسويل: وهل تظن أننا نساعد مجنونًا ملعونًا؟
وترك الإنجليز فاروق لقدره"
أننا هنا أمام شهادة رجل قريب من فاروق والإنجليز والأحداث عمومًا كان وزيرًا له وقد كتب مذكراته في وقت لا عداء لفاروق فيه ولم يكتبها تحت تأثير ضغوط أو غير ذلك وبالتالي لشهادته اعتبار تاريخي مهم.
وقال المبعوث للسفير المفوض أنني موفد من الملك فاروق برسالة إليك.
سأل المستر كرسويل ( بسخرية ) وما هي الرسالة؟
قال المبعوث: إنه يود معرفة إذا كنتم تستطيعون مساعدته؟
أجاب المستر كرسويل: وهل تظن أننا نساعد مجنونًا ملعونًا؟
وترك الإنجليز فاروق لقدره"
أننا هنا أمام شهادة رجل قريب من فاروق والإنجليز والأحداث عمومًا كان وزيرًا له وقد كتب مذكراته في وقت لا عداء لفاروق فيه ولم يكتبها تحت تأثير ضغوط أو غير ذلك وبالتالي لشهادته اعتبار تاريخي مهم.
ونذكر أن المراغي هذا كان شديد العداء لثورة يوليو ١٩٥٢ م، وحاول كثيرًا العمل ضدها من الخارج بالتعاون مع أطراف داخلية وخارجية، وكان ضليعًا في مؤامرة لاغتيال جمال عبد الناصر في عام ١٩٥٧ م.
الوثائق الأمريكية والبريطانية تتحدث عن طلب فاروق قتال الجيش
حسب الوثائق البريطانية والأمريكية التي نقلتها الأستاذة الدكتورة لطيفة محمد سالم في كتابها " فاروق وسقوط الملكية" وذكرت أرقام وملفات حفظ هذه الوثائق:اتصل فاروق في الخامسة صباح ٢٣ يوليو بالسفير الأمريكي في القاهرة (جيفرسون كافري) يطلب منه أن تساعده الولايات المتحدة على مغادرة الأرض المصرية بأسرع ما يمكن بعد أن استشعر الخطر الشديد الذى يتعرض له وسأل فاروق السفير إذا كانت هناك أي قطعة بحرية أمريكية قريبة من الشواطئ المصرية تستطيع أن تتحرك بسرعة إلى ناحية الميناء الخاص بقصر رأس التين لتأخذه هو وعائلته إلى خارج مصر تحت حماية أمريكية.
- بعث السفير الأمريكي في القاهرة رساله إلى وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيها:
" أن فاروق ذكر له أنه لم يوجه مثل هذا الطلب إلى السلطات البريطانية لأنه لا يريد أن يغادر مملكته تحت حماية المدافع البريطانية فتسوء صورته أمام شعبه وقد نصحه السفير الأمريكي بأن يحتفظ بهدوء أعصابه لأن ذعره كما هو ظاهر لا يخدم حياته والأفضل أن يظل ثابتا في انتظار الكيفية التي يتصرف بها الانقلابيون "
- كشفت الوثائق أيضًا أن واشنطن وجدت أن ما حدث في الساعات الأولى لـ (الانقلاب العسكري في مصر ) لم يكن فيه ما يهدد حياة فاروق و أن مطالب الانقلابيين مقصورة على إبعاد عدد من رجال الملك في الجيش و لكن إذا ظهر بين الانقلابيين ضباط شيوعيون (كما تقول الوثائق) فإنها سوف تعيد حساب موقفها من الامتناع عن التدخل المباشر.
- يوم ٢٣ يوليو في تمام الساعة ٤ م أرسل القائم بالأعمال بالسفارة البريطانية في القاهرة (حيث كان السفير خارج مصر في إجازة) إلى وزارة الخارجية في لندن و كان وزيرها أنتوني إيدن، قالت البرقية:-
" إن السفير الأمريكي كافري أبلغهم بأن الملك فاروق اتصل به في الثالثة بعد الظهر و أبلغه أنه لا يجد بديلا عن قبول مطالب العسكريين بما فيها استقالة نجيب الهلالي وتعيين علي ماهر رئيسا للوزراء و أبدى فاروق للسفير الأمريكي شعوره بالمرارة الشديدة منهم لعدم إبلاغه باستعداد أمريكا للتدخل"
- يوم ٢٤ يوليو الساعة ١٠ ص أرسل القائم بأعمال السفارة البريطانية ( مايكل كروسويل) إلى وزاره خارجيته في لندن برقيه يقول فيها:
" تقابلت الآن مع السفير الأمريكي المستر كافري و قد قال لي إن الملك فاروق يلاحقه بالتليفونات منذ الفجر يقول له إن الوسيلة الوحيدة لمساعدته هي تدخل عسكري لإنقاذه وإنقاذ أسرته وهو لم يطلب تدخل السفارة البريطانية لكن تلميحاته كانت واضحة نحو ذلك الطلب ولذلك فإن كافري يريد معرفة رد فعل حكومة جلالة الملكة وقد أبلغته بأن (بريطانيا) تتابع ما يجرى و على علم به وأنه إذا أراد رأيي الشخصي فهو أننا أمام مشكلة داخلية عويصة ومن المشكوك فيه أن تدخلا أجنبيا يمكن أن يساعد فاروق على حلها"
- يوم ٢٤ يوليو أرسل أيدن رسالة إلى القائم بأعمال السفارة البريطانية في القاهرة يقول فيها:
" إن حكومة صاحبة الجلالة الملكة لا ترغب في التدخل في الشأن المصري إلا إذا نشأت أحوال تتطلب حماية أرواح الرعايا البريطانيين لذلك صدرت الأوامر إلى القوات المسلحة البريطانية في مصر بأن تكون في حالة استعداد وقد أبلغنا اللواء محمد نجيب (عن طريق اللواء شوقي عبدالرحمن) ليكون واضحًا أمامه عدم قلق الجيش المصري من رؤية أي استعدادات لنا وأنها ليست موجهة ضد القوات المصرية بل إن الأوامر لدى القوات البريطانية تجنب وقوع أي حادث"
- في يوم ٢٥ يوليو أرسل مستر كروسويل القائم بالأعمال برسالة عاجلة الى وزارة خارجيته تقول :-
"أبلغني السفير الأمريكي جيفرسون أن الملك فاروق اتصل به منفعلا ويطلب حاملة طائرات أمريكية تقترب من الشاطئ المصري أمام قصره وتنقله إليها طائرة هليكوبتر تابعة لها لأنه مقتنع الآن بضرورة الإفلات هربا وقد بذل السفير الأمريكي كل نفوذه وحججه ليقنع الملك بعدم مغادرة بلاده حتى لا يفتح الطريق أمام إعلان جمهورية متطرفة"- وفي مساء يوم ٢٥ يوليو قطعت الاتصالات التليفونية بين قصر رأس التين- حيث يقيم فاروق- و خارج القصر وأصبح فاروق في يأس". ماذا تعرف عن الإجراءات الأمريكية في حال حاولت مصر مخالفة معاهدة السلام الموقعة مع الكيان في ١٩٧٩ م؟
- بعث السفير الأمريكي في القاهرة رساله إلى وزارة الخارجية الأمريكية جاء فيها:
" أن فاروق ذكر له أنه لم يوجه مثل هذا الطلب إلى السلطات البريطانية لأنه لا يريد أن يغادر مملكته تحت حماية المدافع البريطانية فتسوء صورته أمام شعبه وقد نصحه السفير الأمريكي بأن يحتفظ بهدوء أعصابه لأن ذعره كما هو ظاهر لا يخدم حياته والأفضل أن يظل ثابتا في انتظار الكيفية التي يتصرف بها الانقلابيون "
- كشفت الوثائق أيضًا أن واشنطن وجدت أن ما حدث في الساعات الأولى لـ (الانقلاب العسكري في مصر ) لم يكن فيه ما يهدد حياة فاروق و أن مطالب الانقلابيين مقصورة على إبعاد عدد من رجال الملك في الجيش و لكن إذا ظهر بين الانقلابيين ضباط شيوعيون (كما تقول الوثائق) فإنها سوف تعيد حساب موقفها من الامتناع عن التدخل المباشر.
- يوم ٢٣ يوليو في تمام الساعة ٤ م أرسل القائم بالأعمال بالسفارة البريطانية في القاهرة (حيث كان السفير خارج مصر في إجازة) إلى وزارة الخارجية في لندن و كان وزيرها أنتوني إيدن، قالت البرقية:-
" إن السفير الأمريكي كافري أبلغهم بأن الملك فاروق اتصل به في الثالثة بعد الظهر و أبلغه أنه لا يجد بديلا عن قبول مطالب العسكريين بما فيها استقالة نجيب الهلالي وتعيين علي ماهر رئيسا للوزراء و أبدى فاروق للسفير الأمريكي شعوره بالمرارة الشديدة منهم لعدم إبلاغه باستعداد أمريكا للتدخل"
- يوم ٢٤ يوليو الساعة ١٠ ص أرسل القائم بأعمال السفارة البريطانية ( مايكل كروسويل) إلى وزاره خارجيته في لندن برقيه يقول فيها:
" تقابلت الآن مع السفير الأمريكي المستر كافري و قد قال لي إن الملك فاروق يلاحقه بالتليفونات منذ الفجر يقول له إن الوسيلة الوحيدة لمساعدته هي تدخل عسكري لإنقاذه وإنقاذ أسرته وهو لم يطلب تدخل السفارة البريطانية لكن تلميحاته كانت واضحة نحو ذلك الطلب ولذلك فإن كافري يريد معرفة رد فعل حكومة جلالة الملكة وقد أبلغته بأن (بريطانيا) تتابع ما يجرى و على علم به وأنه إذا أراد رأيي الشخصي فهو أننا أمام مشكلة داخلية عويصة ومن المشكوك فيه أن تدخلا أجنبيا يمكن أن يساعد فاروق على حلها"
- يوم ٢٤ يوليو أرسل أيدن رسالة إلى القائم بأعمال السفارة البريطانية في القاهرة يقول فيها:
" إن حكومة صاحبة الجلالة الملكة لا ترغب في التدخل في الشأن المصري إلا إذا نشأت أحوال تتطلب حماية أرواح الرعايا البريطانيين لذلك صدرت الأوامر إلى القوات المسلحة البريطانية في مصر بأن تكون في حالة استعداد وقد أبلغنا اللواء محمد نجيب (عن طريق اللواء شوقي عبدالرحمن) ليكون واضحًا أمامه عدم قلق الجيش المصري من رؤية أي استعدادات لنا وأنها ليست موجهة ضد القوات المصرية بل إن الأوامر لدى القوات البريطانية تجنب وقوع أي حادث"
- في يوم ٢٥ يوليو أرسل مستر كروسويل القائم بالأعمال برسالة عاجلة الى وزارة خارجيته تقول :-
"أبلغني السفير الأمريكي جيفرسون أن الملك فاروق اتصل به منفعلا ويطلب حاملة طائرات أمريكية تقترب من الشاطئ المصري أمام قصره وتنقله إليها طائرة هليكوبتر تابعة لها لأنه مقتنع الآن بضرورة الإفلات هربا وقد بذل السفير الأمريكي كل نفوذه وحججه ليقنع الملك بعدم مغادرة بلاده حتى لا يفتح الطريق أمام إعلان جمهورية متطرفة"- وفي مساء يوم ٢٥ يوليو قطعت الاتصالات التليفونية بين قصر رأس التين- حيث يقيم فاروق- و خارج القصر وأصبح فاروق في يأس". ماذا تعرف عن الإجراءات الأمريكية في حال حاولت مصر مخالفة معاهدة السلام الموقعة مع الكيان في ١٩٧٩ م؟
كيف وبمن يقاتل فاروق الجيش وحركة الضباط الأحرار؟
إن من ينشرون هكذا منشورات يتناسون أن فاروق لم يكن معه من يناصره؛ سواء من الجيش الذي انحاز في أغلبه إلى الثورة، أو الشعب الذي لم يعد له فيه من يتمسك به سوى ثلة من الفاسدين ممن يمكن عدهم وإحصاءهم، لم نعرف من حاول القتال من أجل مليكه، لم نر جماهيرًا تقف أمام الدبابات أو تواجه " الانقلاب"، لم نر مظاهرات مضادة للحركة المباركة، يمكن وضع أكذوبتهم في الاعتبار لو كان لدى فاروق ما يقاوم به، فما بالنا وهو حاول المقاومة والقتال بلا شيء وبلا أحد.
المراجع:
١- كنت رئيسًا لمصر – محمد نجيب.
٢- شاهد على حكم فاروق – محمد مرتضى المراغي.
٣- فاروق وسقوط الملكيةــ لطيفة محمد سالم.
المراجع:
١- كنت رئيسًا لمصر – محمد نجيب.
٢- شاهد على حكم فاروق – محمد مرتضى المراغي.
٣- فاروق وسقوط الملكيةــ لطيفة محمد سالم.
نتمنى أن نكون قد ساعدنا من يبحث عن:
الملك فاروق.
إنجازات الملك فاروق.
هل رفض الملك فاروق قتال الجيش المصري وإراقة الدماء في يوليو ١٩٥٢ م؟
محمد نجيب والملك فاروق.
رحيل الملك فاروق عن مصر ٢٦ يوليو ١٩٥٦ م.
ثورة يوليو ثورة بيضاء.
جمال عبد الناصر.
الاقتصاد المصري في زمن الملك فاروق.
جمال الغريدي

قل معلوماتك وعبر عن رأيك