هل سألت يومًا أسئلة مثل:
ما هي الإجراءات الأمريكية إذا خالفت مصر معاهدة السلام مع " إسرائيل"؟
أو بصيغ أخرى:
ماذا تفعل أمريكا ضد مصر إذا خالفت معاهدة السلام مع " إسرائيل"؟
ما موقف أمريكا إذا خالفت مصر معاهدة السلام مع " إسرائيل"؟
ما رد أمريكا إذا خالفت مصر معاهدة السلام؟
كيف تضمن أمريكا تنفيذ مصر لمعاهدة السلام مع " إسرائيل"؟
هل تستطيع مصر مخالفة/ تجميد/ إلغاء معاهدة السلام مع " إسرائيل" وماذ عن رد فعل الولايات المتحدة؟
- كيف تضمن أمريكا أمن " إسرائيل" وعدم الحصار البحري لها؟
- ما رد فعل أمريكا إذا أغلقت مصر مضيق تيران أمام ملاحة " إسرائيل"؟
- كيف تضمن أمريكا إمدادات النفط لـ" إسرائيل"؟
- هل هناك اتفاقات مكتوبة بين أمريكا و" إسرائيل"؟
ما هي الضمانات الأمريكية لأمن " إسرائيل"؟
سنحاول في مقالنا هذا الإجابة عن الأسئلة السابقة وغيرها من خلال عرض
بعض الاتفاقات المكتوبة بين أمريكا وإسرائيل
بينما يتفاوض المصريون بقيادة محمد أنور السادات مع " إسرائيل" بقيادة مناحم بيجين في 1979 م؛ لتوقيع معاهدة السلام ( اقرأ نصوصها الكاملة وملاحقها)، كانت هناك مفاوضات أخرى سرية لا تعلم عنها مصر شيئًا بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ وذلك لضمان أمنه، وإلزام مصر بتنفيذ معاهد السلام وعدم مخالفتها مستقبلًا، الجدير بالذكر أن اتفاق كامب ديفيد 1978 هو الذي مهد لمعاهدة السلام 1979 م.
وتم التوقيع على مذكرة التفاهم ومذكرة الاتفاق الخاصة بالبترول بين أمريكا و" إسرائيل" يوم توقيع معاهدة السلام بين مصر و" إسرائيل"، ولم تعلم مصر- المقصودة وغيرها بهذه التفاهمات- عنها شيئًا سوى قبلها بـ 24 ساعة، حيث أبلغتها الولايات المتحدة من باب الإبلاغ لا من باب التشاور.
هل سمعتم عن ذاك التفاهم وتلك المذكرة الأمريكية الإسرائيلية الرسمية الموقعة بينهما في نفس يوم توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979، وملخصها فيها " أن تضمن الولايات المتحدة تنفيذ مصر والتزامها الكامل بمعاهدة السلام، وأن تضمن أمن وسلامة " إسرائيل" بصورة كاملة".
إنكم عندما تقرأوانهما تستطيعون أن تعرفوا إجابات وافية لأسئلة الآتية طالما سألنها وتحدثنها عنها وتناقشنا في مضمونها.
لماذا توقيع الاتفاق والتفاهم الأمريكي " الإسرائيلي"؟
تم التوقيع على مذكرة التفاهم الخاصة بضمان أمن " إسرائيل" ومصالحها في مختلف الجوانب، ومذكرة الاتفاق الخاصة بضمان الولايات المتحدة لإمدادات البترول لـ إسرائيل" للأسباب الآتية:
- ضمان عدم مخالفة مصر لمعاهدة السلام والالتزام الكامل بها، وإلا واجهت مصر الغضب الأمريكي الأمني والاقتصادي والسياسي والعسكري؛ أي أنه تكبيل لمصر، ورفع عصا ثقيلة في وجهها.
- انسحاب إسرائيل من سيناء يضيف أعباء ثقيلة على " إسرائيل" اقتصادية وعسكرية وأمنية؛ وبالتالي عملت أمريكا على تعويض هذا الخلل من وجهة نظريهما.
- حصار مصر للكيان بإغلاق باب المندب، والتوقيع على حرية الملاحة في مضيق تيران أدى إلى التفاهم بين أمريكا و " إسرائيل" على ضمان الأولى لحرية الملاحة وعدم الحصار للثانية، وألا تستخدم مصر مضيق تيران كورقة ضغط ضد " إسرائيل"، مضيق تيران الذي كانت له نصوص خاصة في اتفاق كامب ديفيد ومعادة السلام يمكنك الإطلاع عليها من هنا.
- ظهور سلاح البترول كقوة ضغط عربية، وإغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة " الإسرائيلية" أدى إلى ضمان أمريكا لإمدادات البترول لـ " إسرائيل"، وضمان عدم قطعه بتنفيذ حصار عليها.
الإجراءات الأمريكية ضد مصر لو خالفت معاهدة السلام
ماذا لو خالفت مصر معاهدة السلام مع " إسرائيل" أو حاول أحد قطع إمدادات البترول عنها أي " إسرائيل"؟
والإجابة ببساطة: تتدخل الولايات المتحدة لضمان أمن " إسرائيل" وضرورة التنفيذ المصري الكامل لمعاهدة السلام، ليس فقط بالمخالفة لمعاهدة السلام بل عند التهديد بمخالفتها تتدخل الولايات المتحدة لمنع ذلك بكافة الوسائل.
هل يستطيع أحد قطع البترول عن " إسرائيل"؟
كما تضمن الولايات المتحدة حصول " إسرائيل" على احتياجاتها النفطية بالسعر العالمي بسهولة ويسر، وتأمن الولايات المتحدة وسائل النقل والممرات البحرية اللازمة لذلك عند التهديد لهذه الضمانات.
هذه هو مضمون التفاههم والاتفاق الموقعان بين الولايات المتحدة و " إسرائيل" في مارس 1979 أي في نفس يوم توقيع معاهدة السلام بين مصر و " إسرائيل".
وبهذه أكدت الولايات المتحدة بصورة رسمية معلنة وموقعة من قبل وزير خارجيتها وبرعاية رئيسها أنها ستتدخل بكل الإجراءات أيًّا كانت إذا خالفت مصر معاهدة السلام التي كانت الولايات المتحدة نفسها راعيًا لها، مصر التي قال رئيسها الذكي العبقري أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا؟
كما أنها تؤكد في نفس اليوم وهو يوم توقيع معاهدة السلام بين مصر و" إسرائيل" أنها ستضمن وصول الإمدادات النفطية لـ " إسرائيل" ولن تستطيع مصر أو غيرها إغلاق المضايق أو اتخاذ أي من الإجراءات التي تمنع ذلك.
رد مصر على اتفاقات 1979 بين الولايات المتحدة و " إسرائيل"
اعترضت مصر على مذكرتي التفاهم والاتفاق بين الولايات المتحدة و" إسرائيل" من خلال رسالة أرسلها رئيس الوزراء ووزير الخارجية مصطفى خليل إلى وزير الخارجية الأمريكي سيروس فانس، رأى مصطفى خليل في رسالته أن المذكرتين موجهتان ضد مصر، وأنه كان على الولايات المتحدة التشاور مع مصر بشأنهما، وأنهما أعطا الولايات المتحدة دور أكثر من دور الحكم، وسمحا لها باتخاذ تدابير عقابية ضد مصر ليس في حالة المخالفة لمعاهدة السلام بل لمجرد التهديد بمخالفتها.....
لكن مصر قليلة الحيلة لم يتجاوز رد فعلها سوى هذه الرسالة من خلال مصطفى خليل لا من خلال أنور السادات الذي كان يقود مفاوضات كامب ديفيد ومعاهدة السلام كفارسٍ أوحد، فماذا كانوا يريدون أو يظنون بالولايات المتحدة التي سلمها أنور السادات 99% من أوراق اللعبة؟!!!
مصر المقصودة بذاك التفاهم وتلك الاتفاقية، مصر التي لم تعلم شيئًا عن مفاوضات ذاك التفاهم وتلك الاتفاقية، مصر التي لم تُبلغ بذاك سوى يوم التوقيع من باب التعريف لا التشاور، مصر المتيمة بأمريكا تخونها في ذروة النشوة، مصر التي سلمت أمريكا اللعبة تُهان وتُهزم ويُخطط لها بينما هي عاجزة وذليلية بقيادة المتيم بأمريكا أنور السادات.
لقد أجابا مذكرة التفاهم ومذكرة الاتفاق بشأن إمدادات البترول عن إجابة سؤال: كيف تضمن الولايات المتحدة أمن " إسرائيل" ومصادر الطاقة لها وحرية الملاحة منها وإليها؟ وكيف تضمن عدم مخالفة مصر لنصوص معاهدة السلام؟ وإلى
مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة وإسرائيل مارس ۱۹۷۹
" ( أ) مذكرة التفاهم بين حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل ٢٦ مارس ۱۹۷۹
إقرارًا بدلالة إبرام معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وتقديرًا لأهمية التطبيق الكامل لمعاهدة السلام بالنسبة لمصالح الأمن الإسرائيلية ومساهمة اتفاقية السلام بالنسبة لأمن إسرائيل ونموها، فضلاً عن دلالة ذلك للأمن والاستقرار في المنطقة والحفاظ على السلام الدولي والأمن.
وإقرارًا بأن الانسحاب من سيناء يفرض أعباء إضافية ثقيلة على إسرائيل من ناحية الأمن ومن النواحي العسكرية والاقتصادية.
فإن حكومتي الولايات المتحدة ودولة إسرائيل مع مراعاة الإجراءات الدستورية لبلديهما وقوانينهما المطبقة، تؤكدان ما يلي:
1- في ضوء الدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة لتحقيق اتفاقية السلام، ورغبة من الأطراف في أن تستمر الولايات المتحدة في جهودها المساندة، سوف تتخذ الولايات المتحدة التدابير الملائمة لتدعيم الالتزام الكامل بمعاهدة السلام.
2- إذا ما تبين للولايات المتحدة أن هناك انتهاكًا أو تهديدًا بانتهاك معاهدة السلام، فسوف تتشاور الولايات المتحدة مع الأطراف فيما يتعلق بالإجراءات التي توقف أو تحول دون هذا الانتهاك، وضمان الالتزام بالمعاهدة، وتعزيز العلاقات الودية والسلمية بين الأطراف ودعم السلام في المنطقة، كما أنها سوف تتخذ تلك التدابير المعالجة والتي تراها مناسبة والتي قد تتضمن تدابير دبلوماسية واقتصادية وعسكرية كما هو موضح فيما بعد.
3- سوف تقدم الولايات المتحدة التأييد الذي تراه ملائمًا للإجراءات المناسبة التي تتخذها إسرائيل استجابة منها للانتهاكات المنبثقة عن اتفاقية السلام، وخاصة إذا كان من شأن هذا الانتهاك لاتفاقية السلام تهديد أمن إسرائيل، بما في ذلك الحصار البحري ومنع إسرائيل من استخدام الممرات المائية الدولية وانتهاك نصوص معاهدة السلام فيما يتعلق بتحديد القوات أو القيام بهجوم مسلح ضد إسرائيل، وسوف تكون الولايات المتحدة مستعدة للأخذ في الاعتبار وعلى أساس عاجل تلك التدابير التي من شأنها تقوية الوجود الأمريكي في المنطقة وإمداد إسرائيل بالمعونات العاجلة وممارسة الحقوق البحرية من أجل وضع حد للانتهاك.
4- سوف تؤيد الولايات المتحدة حقوق الأطراف في الملاحة والمرور الجوي للوصول من وإلى الدولتين من خلال وعبر مضيق تيران وخليج العقبة وفقًا لاتفاقية السلام.
5- سوف تعارض الولايات المتحدة وتصوت إذا استلزم الأمر ضد أي إجراء أو قرار في الأمم المتحدة إذا ما كان من وجهة نظرها له آثار معاكسة على اتفاقية السلام.
6- رهنا بإقرار وتصريح الكونجرس، سوف تسعى الولايات المتحدة إلى الأخذ في الاعتبار والسعي إلى الاستجابة لمتطلبات المساعدة العسكرية والاقتصادية لإسرائيل.
7- سوف تستمر الولايات المتحدة في فرض القيود على إمداداتها بالسلاح لأي دولة تمنع نقله غير المصرح به لأي طرف ثالث. الولايات المتحدة لن تقوم بإمداد أو تسمح بنقل تلك الأسلحة لاستخدامها في هجوم مسلح ضد إسرائيل، وسوف تتخذ خطوات لمنع ذلك النقل غير المصرح به.
8- الاتفاقات القائمة والتعهدات بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا تنتهي أو تتأثر بعقد اتفاقية السلام باستثناء تلك المتضمنة في المواد ٥، ٦، ۷، ۸، ۱۱، ١٥، ١٦ من مذكرة الاتفاق بين حكومة الولايات المتحدة الأمريكية) وحكومة إسرائيل (تعهدات الولايات المتحدة وإسرائيل) في أول سبتمبر 1975 م.
9- مذكرة الاتفاق هذه توضح التفاهم الكامل بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بالموضوعات التي تم تناولها فيما بينهما، كما أنها سوف تنفذ وفقًا لأحكامها.
عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عن حكومة إسرائيل
سایروس فانس موشي ديان
٢٦ مارس سنة ١٩٧٩
مذكرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إمدادات البترول
" ( ب) مذكرة باتفاق بين حكومة الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن إمدادات البترول
يظل اتفاق إمداد البترول المتفق عليه في أول سبتمبر ١٩٧٥ بين حكومة الولايات المتحدة وإسرائيل والمرافق مع هذا، ساري المفعول وسيتم عقد اتفاق على ترتيبات إمداد إسرائيل بالبترول لمدة خمسة عشر عامًا متضمنة الخمس سنوات المنصوص عليها في ترتيبات أول سبتمبر ١٩٧٥.
وسيتم الاتفاق بين الأطراف على ترتيبات هذا الاتفاق بما في ذلك توقيت بدء سريان هذه الترتيبات ووسائل تحديد الأسعار في خلال ستين يومًا من بده سريان معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وتنوي الأطراف أن تأتي الأسعار التي تدفعها إسرائيل للبترول التي تزودها به الولايات المتحدة بمقتضى هذا الاتفاق متناسبة مع أسعار السوق العالمي وقت النقل، وتقوم إسرائيل في جميع الحالات بسداد قيمة التكاليف التي تكبدتها الولايات المتحدة لإمداد إسرائيل بالبترول وفقًا لأحكام هذا الاتفاق.
ويجتمع الخبراء المشار إليهم في الاتفاق المبرم في أول سبتمبر ١٩٧٥ عند الطلب لمناقشة المسائل المترتبة على هذه العلاقة.
تتعهد حكومة الولايات المتحدة بأن تسعى على وجه السرعة للحصول على التفويض القانوني الإضافي الذي قد يتطلبه التنفيذ الكامل لهذه الترتيبات.
توقيع
موشي ديان سایروس فانس
عن حكومة إسرائيل عن حكومة الولايات المتحدة
الملحق
سوف تتخذ إسرائيل ترتيباتها المستقلة للحصول على الإمدادات البترولية اللازمة لمواجهة احتياجاتها بالطرق المعتادة. وفي حالة استطاعة إسرائيل الحصول على احتياجاتها بتلك الطرق، فإن حكومة الولايات المتحدة - بناء على إخطار من حكومة إسرائيل بذلك - سوف تقوم باتخاذ الإجراءات التالية ولمدة خمس سنوات. ويمكن لأي من الطرفين إنهاء هذا الترتيب بإخطار الطرف الآخر قبل انتهاء تلك المدة بسنة واحدة:
أ- إذا لم يكن البترول الذي تحتاجه إسرائيل لمواجهة كل احتياجاتها المعتادة للاستهلاك المحلي متوفرًا للشراء، وفي حالة عدم وجود قيود من ناحية الكم على ما تستطيع الولايات المتحدة الحصول عليه من البترول لمواجهة احتياجاتها المعتادة، فإن حكومة الولايات المتحدة سوف تمكن إسرائيل على وجه السرعة من شراء البترول اللازم لمواجهة كل احتياجاتها المعتادة المشار إليها آنفًا. وإذا كانت إسرائيل غير قادرة على الحصول على وسائل النقل اللازمة لنقل ذلك البترول فإن حكومة الولايات المتحدة سوف تبذل كل جهد لمعاونة إسرائيل على توفير وسائل النقل اللازمة.
ب- إذا لم يكن البترول الذي تحتاجه إسرائيل لمواجهة كل احتياجاتها المعتادة للاستهلاك المحلي متوفرًا للشراء، وفي حالة ما إذا كانت هناك قيود من ناحية الكم عن طريق الحظر أو غير ذلك تحول دون استطاعة الولايات المتحدة الحصول على البترول اللازم لاحتياجاتها المعتادة، فإن حكومة الولايات المتحدة سوف توفر على وجه السرعة فرصة شراء إسرائيل البترول اللازم لمواجهة احتياجاتها الحيوية، وذلك طبقًا لقواعد منظمة الطاقة الدولية المتعلقة بحفظ الطاقة والحصص الخاصة بالتوزيع كما تطبقها حكومة الولايات المتحدة. وإذا كانت إسرائيل غير قادرة على الحصول على وسائل النقل اللازمة لنقل ذلك البترول، فإن حكومة الولايات المتحدة سوف تبذل كل جهد لمعاونة إسرائيل على توفير وسائل النقل اللازمة.
وسوف يجتمع خبراء إسرائيل والولايات المتحدة مرة أو أكثر في السنة بناءً على طلب أي من الطرفين وذلك للمراجعة المستمرة لاحتياجات إسرائيل من النفط."
٭استخدمنا هنا كلمة " إسرائيل" من باب الموضوعية في عرض النصوص الوثائقية لا أكثر.
جمال الغريدي
قل معلوماتك وعبر عن رأيك