متى ومن أنشأ كورنيش النيل في القاهرة؟
ومن أكثر العصور التي يتم نسب إنشاء مشروعات وتحقيق إنجازات هو العصر الملكي في مصر لا سيما عهد الملك فاروق، ومن الإنجازات التي تنسب للعصر الملكي إنشاء كورنيش النيلِ في القاهرة.
 |
| متى أنشأ كورنيش النيل في القاهرة، من أنشأ كورنيش النيل في القاهرة الملك فاروق أم جمال عبد الناصر؟ |
وسنقوم في مقالنا هذا بتفنيد إدعاء بل أكذوبة أن إنشاء كورنيش النيل تم في العهد الملكي وليس بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م.
تزوير تاريخ إنشاء كورنيش النيل في القاهرة
نشرت صفحة- مهتمة بتاريخ مصر الملكي لا سيما عهد الملك فاروق- صورةً لكورنيش القاهرة مدعية أنها صُورت في سنة ١٩٥٠، وللأسف الشديد أن هذه المنشور وجد تفاعلًا إيجابيًا من آلاف المعجبين؛ فصدقوه ومنهم من أعاد نشره ومنهم من علق تعليقات إيجابية على العصر الملكي والملك فاروق، وسلبية ذمًا في العصر الجمهوري لا سيما عهد جمال عبد الناصر.
لم يتعب أولئك أنفسهم في السؤال عن:
- من أنشأ كورنيش النيل في القاهرة؟
- ومتى أنشأ الكورنيش؟
وما خطوات الإنشاء، والصعوبات التي واجهت إنشاء الكورنيش؟
بل تلقفوا الخبر بدون تمحيص، وأخذوا في التفاعل والمشاركة والترديد دون أبسط مراجعة أو محاولة للتأكد.
بينما الحقيقة الساطعة تقول أن إنشاء كورنيش النيل في القاهرة تم بعد قيام ثورة يوليو ١٩٥٢م، وليس ثمة علاقة للعصر الملكي والملك فاروق بإنشاء كورنيش النيل في القاهرة نهائيًا.
شط النيل في القاهرة في العصر الملكي قبل إنشاء الكورنيش
كان المصريون قبل ثورة يوليو محرومين من الاستمتاع بالنيل؛ فقد كان شط النيل حكرًا على الأجانب والأغنياء؛ فكانت تطل عليه قصورهم ومنازلهم واستراحاتهم، وثكنات قوات الاحتلال الإنجليزي ومعسكراته، كذلك السفارتين البريطانية والأمريكية، أيضًا المباني الحكومية والورش والمحلات والأراضي الزراعية.ولم يكن مسموحًا للمصريين الاقتراب من النيل، أو الاستمتاع به، تخيل- رحمك الله- أن يكون أهل البلد وأصحابه محرومين من الاقتراب من نهرهم الخالد في عاصمتهم العظيمة، بينما يستمع به المحتل وأذنابه، ويعتبرونه كأنه ملكًا خاصًّا لهم، تذكر أن معسكرات ذلك المحتل وسفارته ومكاتبه وشركاته تطل على النيل الخالد، بينما المواطن ابن الوطن لا يستطيع أن يرى جمال النهر ورونقه وعظمته التي هي من عظمة الخالق.
وتأكد أن المصريين- الذين كانوا يمتلكون جوانب النهر بالاشتراكِ مع المحتلِ- لولا خدمتهم للمحتلِ وشراكتهم معه في الاحتلال وتبعاتهِ؛ لما اقتربوا من النهرِ وتملكوا أطرافه في عاصمتهم الحزينةِ، هذه بعض ملامح كورنيش نيل القاهرة عاصمة مصر العظمى قبل 1952 م.
لذلك كان إنشاءُ الكورنيشِ عملًا وطنيًا؛ لمجابهةِ سيطرة الأجانبِ وسطوتهم ولنفوذِ الأغنياءِ وحظوتهم، وتقربًا من الجماهير وانحيازًا لها؛ فأبعدت الثورةُ النهرَ وقربته.
لذلك كان إنشاءُ الكورنيشِ عملًا وطنيًا؛ لمجابهةِ سيطرة الأجانبِ وسطوتهم ولنفوذِ الأغنياءِ وحظوتهم، وتقربًا من الجماهير وانحيازًا لها؛ فأبعدت الثورةُ النهرَ وقربته.
لقد اعتبر مشروع إنشاء كورنيش النيل عملًا وطنيًّا لكسر النفوذ الاجنبي وعلى رأسه النفوذ الإنجليزي، بالإضافة إلى خلق منتزه رائع بجوار نهر النيل؛ يكون متنفسًا لأهل القاهرة وزوارها من الداخل والخارج.
ثورة يوليو وإنشاء كورنيش النيل في القاهرة
كان إنشاءُ كورنيشَ النيلِ وشارعٍ موازٍ له أحد المشروعاتِ التي تبتها حكومةُ الثورةِ في عام ١٩٥٤، وحمل عبد اللطيف البغدادي- أحد أعضاءِ مجلسِ قيادةِ الثورةِ ووزير الشؤونِ القرويةِ والبلديةِ- عبءَ إنشاءِ مشروعِ كورنيشِ النيلِ، وبدأت الحكومةُ في إنشاءِ الكورنيشِ على مرحلتين:المرحلةُ الأولى: المنطقةَ الممتدةَ من روضِ الفرجِ حتى مصر القديمةِ بطولِ خمسة عشر (١٥) كيلو مترًا.
المرحلةُ الثانيةُ: من مصر القديمةِ حتى حلوان بطول ٢٥ كيلو مترًا.
وتطلبَ إنشاءُ كورنيشَ النيلِ في القاهرةِ؛ هدمَ كثيرًا من المباني المُطلةِ عليه كالورشِ الأميريةِ والمطبعةِ الأميريةِ وترسانةِ بناءَ السفنِ وصوامعِ الغلالِ بمنطقةِ " أثر النبي" والكثيرِ من القصورِ والمنازلِ الخاصةِ، وتم استقطاعَ الكثيرِ من الأراضي لصالحِ المشروعِ، بل إن السفارةَ البريطانيةَ كانت تمتلكُ حديقةً واسعةً مُطلةً على النيلِ؛ فمنحهم البغدادي مهلةَ ثمانيةٍ وأربعين ( ٤٨) ساعةً لإزالتها لكنهم ماطلوا؛ فتم اقتحامها بالبلدوزرِ والمعداتِ وإزالتها لاستكمالِ المشروعِ، هذه السفارةُ التي كانت هي مقرُ الحكمِ الفعلي لمصرَ قبل هذا بسنواتٍ. اقرأ: هل سرق جمال عبد الناصر نياشين وأوسمة الملك فاروق؟
تم افتتاح الكورنيش في شهر يوليو ١٩٥٥ وسط احتفالات جماهيرية جميلة كجمال النيل.
إذًا ليس هناك ثمةَ علاقةٍ للملكِ فاروقِ وحكوماته بإنشاءِ كورنيشَ النيلِ، وما نشرته مواقعُ التواصلِ الاجتماعي مدعومًا بصورِ من الخمسيناتِ ألتقطت بعد إنشاءِ المشروعِ ليس صحيحًا بالمرةِ.
إذًا أُنشئ كورنيشُ النيلِ من قِبلِ ثورةِ يوليو، وأحد إنجازاتها في سنواتها الأولى، ثورة يوليو التي كان قائدها الفعلي هو الزعيم جمال عبد الناصر، والذي تأكدت له القيادة بدءًا من عام 1954 م وهو نفس العام الذي بدأ فيه إنشاء كورنيش النيل في القاهرة.
وتطلبَ إنشاءُ كورنيشَ النيلِ في القاهرةِ؛ هدمَ كثيرًا من المباني المُطلةِ عليه كالورشِ الأميريةِ والمطبعةِ الأميريةِ وترسانةِ بناءَ السفنِ وصوامعِ الغلالِ بمنطقةِ " أثر النبي" والكثيرِ من القصورِ والمنازلِ الخاصةِ، وتم استقطاعَ الكثيرِ من الأراضي لصالحِ المشروعِ، بل إن السفارةَ البريطانيةَ كانت تمتلكُ حديقةً واسعةً مُطلةً على النيلِ؛ فمنحهم البغدادي مهلةَ ثمانيةٍ وأربعين ( ٤٨) ساعةً لإزالتها لكنهم ماطلوا؛ فتم اقتحامها بالبلدوزرِ والمعداتِ وإزالتها لاستكمالِ المشروعِ، هذه السفارةُ التي كانت هي مقرُ الحكمِ الفعلي لمصرَ قبل هذا بسنواتٍ. اقرأ: هل سرق جمال عبد الناصر نياشين وأوسمة الملك فاروق؟
تم افتتاح الكورنيش في شهر يوليو ١٩٥٥ وسط احتفالات جماهيرية جميلة كجمال النيل.
إذًا ليس هناك ثمةَ علاقةٍ للملكِ فاروقِ وحكوماته بإنشاءِ كورنيشَ النيلِ، وما نشرته مواقعُ التواصلِ الاجتماعي مدعومًا بصورِ من الخمسيناتِ ألتقطت بعد إنشاءِ المشروعِ ليس صحيحًا بالمرةِ.
إذًا أُنشئ كورنيشُ النيلِ من قِبلِ ثورةِ يوليو، وأحد إنجازاتها في سنواتها الأولى، ثورة يوليو التي كان قائدها الفعلي هو الزعيم جمال عبد الناصر، والذي تأكدت له القيادة بدءًا من عام 1954 م وهو نفس العام الذي بدأ فيه إنشاء كورنيش النيل في القاهرة.
أما آن لأكاذيبِ مواقعُ التواصلِ أن تنتهي، ولكذابيها أن يتوبون، ولمتابعيها أن يعقلون.
جمال الغريدي
يمكنك إضافة معلوماتك أو رأيك حول هذا الموضوع من خلال التعليقات التي لا تستوجب تسجيل الدخول.
شارك الموضوع إذا أعجبك
قل معلوماتك وعبر عن رأيك