كان نزار قباني الشاعر العربي السوري العظيم عاشقًا للزعيم جمال عبد الناصر، مؤمنًا بفكره في التحرر والاستقلال والوحدة العربية، وكان حالمًا بمجدٍ عربي جديد يعيد قرون المجد في الماضي التليد، مبجلًا ومعظمًا لشخصية جمال عبد الناصر وفكره ورحلته وأحلامه، رحمهما الله وغفر لهما.
![]() |
قصيدة " قتلناك يا آخر الأنبياء" لنزار قباني في رثاء جمال عبد الناصر |
نزار قباني يرثي جمال عبد الناصر- قتلناك يا آخر الأنبياء
رثى نزار قباني الزعيم العربي جمال عبد الناصر في عدة قصائد منها هذه القصيدة " قتلناك يا آخر الأنبياء" التي قالها بعد وفاة جمال عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970 م، وقصيدة " عودك بستانٌ وعصركُ أخضرٌ" التي قالها في الذكرى السنوية الأولى للرئيس جمال عبد الناصر، ويعتبر كثير من النقاد في الأدب العربي هاتين القصيدتين أفضل قصائد الرثاء في العصر الحديث، ولنزار قباني قصيدة أخرى في رثاء جمال عبد الناصر وتمجيده، هي قصيدة " الهرم الرابع" التي أراد عبد الحليم حافظ غناءها لكنه لم يوفق، وغناها بعد ذلك المطرب والملحن العربي الليبي العظيم المرحوم محمد حسن.في قصيدة " قتلناك يا آخر الأنبياء" أبدع نزار قباني في الوصف والتوصيف، والتصوير والتشبيه، والتحليل والتركيب، ربط نزار قباني- كما هي عادته- الواقع العربي بالتاريخ العربي القديم، وشبه نزار جمال عبد الناصر بأنه آخر الأنبياء، وبأنه إمام وملهم..
ربط نزار بين سيئات وسلبيات التاريخ العربي القديم، وبين سيئات وسلبيات التاريخ العربي الحديث ضد الزعيم والقائد العربي الفذ جمال عبد الناصر.
جال نزار قباني في الجغرافيا العربية صراحة بين كربلاء وسيناء وعمان ودمشق... وفي الجغرافيا العربية تلميحًا، وكأنه يقول أن جمال عبد الناصر رجل كل العرب، وشارك كل العرب في قتله وحرقه، وتدميره أحلامه.
تحدث نزار قباني عن الإنجازات المعنوية التي أحدثها جمال عبد الناصر في أمته العربية ولها، وتحدث نزار عن سذاجة العرب في عدم إدراك قيمة عبد الناصر، وخيانته من بعض العرب، والحط منه من بعضهم؛ وتحدث نزار قباني عن فداحة أخطاء العرب في ترك عبد الناصر وحده يقاتل دفاعًا عن حريتهم واستقلالهم؛ حتى قتلوه وأحرقوه.
وتحدث نزار عن إدراك العرب لسذاجة وجرم وغباء ما فعلوه ضد جمال عبد الناصر بعد موته، وفقدناهم له.
وتحدث عن ادعاء البعض حزنهم على جمال عبد الناصر، ورثاءهم له بينما هم فرحى ومسرورون بوفاته، بل شاركوا في قتله، وتحطيم حلمه.
ربط نزار بين سيئات وسلبيات التاريخ العربي القديم، وبين سيئات وسلبيات التاريخ العربي الحديث ضد الزعيم والقائد العربي الفذ جمال عبد الناصر.
جال نزار قباني في الجغرافيا العربية صراحة بين كربلاء وسيناء وعمان ودمشق... وفي الجغرافيا العربية تلميحًا، وكأنه يقول أن جمال عبد الناصر رجل كل العرب، وشارك كل العرب في قتله وحرقه، وتدميره أحلامه.
تحدث نزار قباني عن الإنجازات المعنوية التي أحدثها جمال عبد الناصر في أمته العربية ولها، وتحدث نزار عن سذاجة العرب في عدم إدراك قيمة عبد الناصر، وخيانته من بعض العرب، والحط منه من بعضهم؛ وتحدث نزار قباني عن فداحة أخطاء العرب في ترك عبد الناصر وحده يقاتل دفاعًا عن حريتهم واستقلالهم؛ حتى قتلوه وأحرقوه.
وتحدث نزار عن إدراك العرب لسذاجة وجرم وغباء ما فعلوه ضد جمال عبد الناصر بعد موته، وفقدناهم له.
وتحدث عن ادعاء البعض حزنهم على جمال عبد الناصر، ورثاءهم له بينما هم فرحى ومسرورون بوفاته، بل شاركوا في قتله، وتحطيم حلمه.
تكفير نزار قباني بسبب " قتلناك يا آخر الأنبياء"
ولقد تعرض الشاعر العظيم نزار قباني للتكفير بسبب قصيدته " قتلناك يا آخر الأنبياء"، التكفير من قبل من يحكمون على اللغة من ألفاظها لا المراد منها، التكفير من الذين يحكمون على الشعر لا على النوايا، وكأن الشعر نطقًا بالكفر، وجحودًا بالإيمان.قتلناك يا آخر الأنبياء- رثاء صادق من نزار قباني
وبرغم ذلك يظل رثاء نزار قباني لجمال عبد الناصر من أصدق الرثاء في العصر الحديث، لا سيما وأن نزار قباني قاله بعد وفاة جمال عبد الناصر الذي لم يستفد منه نزار شيئًا شخصيٍّا يدفعه غيره من الشعراء إلى التغني والرثاء لأولياء نعمتهم.كان رثاءً حارًّا، وصادقًا، ومعبرًا؛ لأنه نابع من الداخل، دون انتظار لهبة أو عطية، رثاءً حقيقيٍّا؛ لأن نزار لم يكن ينتظر عطاءً ممن ورثوا ناصر، لا سيما الرئيس أنور السادات الذي هجاه نزار قباني بعد ذلك في قصيدة " هل أتتك الأخبار يا متنبي؟"
لقد اشتملت هذه القصيدة على الكثير من المعاني والروابط، وأبدع صحابها في البناء والتعبير، وما ذكرناه مجرد ملامح من إبداعها، ونترك لكم الاطلاع عليها، وستكتشفون فيها المزيد والعديد.
لقد قال الكثير من الشعراء الشعر في جمال عبد الناصر؛ رثاءً وتمجيدًا، مثل محمود درويش، صلاح عبد الصبور، وأحمد عبد المعطي حجازي، وعبد الرحمن الأبنودي، وأحمد فؤاد نجم.... لكن قصائد نزار قباني كانت هي الأعظم والأشهر.
وإلى قصيدة شاعر الحب نزار قباني في رثاء الزعيم جمال عبد الناصر المعروفة بـ
" قتلناك يا آخر الأنبياء" في رثاء جمال عبد الناصر
ـ1 ـ
قتلناكَ .. يا آخر الأنبياءْ
قتلناكَ ..
ليس جديدا علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا ..
وكم من إمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء..
فتاريخنا كله محنة ..
وأيامنا كلها كربلاء ..
ـ 2 ـ
نزلت علينا كتابا جميلا
ولكننا لا نجيد القراءةْ ..
وسافرت فينا لأرض البراءةْ ..
ولكننا ما قبلنا الرحيلا
تركناك في شمس سيناء وحدكْ ..
تكلِّم ربك في الطور وحدك ..
وتعرى .. وتشقى .. وتعطش وحدكْ ..
ونحن هنا .. نجلس القرفصاءْ
نبيع الشعارات للأغبياءْ
ونحشو الجماهير تبنا .. وقشّا ..
ونتركهم يعلكون الهواءْ
ـ 3 ـ
قتلناك .. يا جبل الكبرياءْ
وآخر قنديل زيتٍ
يضيء لنا ، في ليالي الشتاء
وآخر سيفٍ من القادسيةْ
قتلناك نحن بكلتا يدينا ..
وقلنا: المنيّة
لماذا قبلت المجيء إلينا؟
فمثلك كان كثيرا علينا ..
سقيناك سمّ العروبة، حتى شبعتْ ..
رميناك في نار عمّان، حتى احترقتْ
أريناك غدر العروبة، حي كفرتْ
لماذا ظهرت بأرض النفاق ..
لماذا ظهرت؟
فنحن شعوب من الجاهليهْ
ونحن التقلبُ ..
نحن التذبذبُ ..
والباطنيهْ ..
نبايع أربابنا في الصباح
ونأكلهم .. حين تأتى العشيةْ ..
ـ 4 ـ
قتلناكَ ..
يا حبّنا وهوانا ..
وكنت الصديق، وكنت الصدوق
وكنت أبانا ..
وحين غسلنا يدينا ..
اكتشفنا ..
بأن قتلنا منانا ..
وأن دماءك فوق الوسادةِ ..
كانت دمانا ..
نفضت غبار الدراويش عنّا
أعدْت إلينا صبانا
وسافرت فينا إلى المستحيل
وعلّمتنا الزهو والعنفوانا ..
ولكنّنا ..
حين طال المسير علينا
وطالت أظافرنا .. ولحانا ..
قتلنا الحصانا ..
فتبّت يدانا ..
فتبت يدانا..
أتينا إليك بعاهاتنا
وأحقادنا .. وانحرافاتنا
إلى أن ذبحناك ذبحاً
بسيف أسانا
فليتكَ في أرضنا ما ظهرْت ..
وليتك كنت نبيَّ سوانا ..
ـ 5 ـ
أبا خالدٍ .. يا قصيدة شعرٍ
تُقالُ،
فيخضرٌّ منها المدادْ ..
إلى أين؟
يا فارس الحلْم تمضى ..
وما الشوط .. حين يموت الجوادْ؟
إلى أين؟
كل الأساطير ماتتْ
بموتك، وانتحرت شهرزادْ ..
وراء الجنازة .. سارت قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زيادْ..
وهذا، يريق الدموع عليكْ
وخنجرهُ، تحت ثوب الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومه،
وفى الصحو، يبكى عليه الجهادْ ..
وهذا يحاول بعدك ملكاً ..
وبعدك ..
كل الملوك رمادْ ..
وفود الخوارج .. جاءت جميعًا
لتنظم فيك ملاحم عشقْ ..
فمن كفّروكَ ..
ومن خوّنوكَ ..
ومن صلبوك بباب دمشقْ ..
أنادى عليك .. أبا خالدٍ
وأعرف أنى أنادى بوادْ
وأعرف أنك لن تستجيبَ
وأن الخوارقَ ليس تعادْ ..
قتلناكَ .. يا آخر الأنبياءْ
قتلناكَ ..
ليس جديدا علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا ..
وكم من إمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء..
فتاريخنا كله محنة ..
وأيامنا كلها كربلاء ..
ـ 2 ـ
نزلت علينا كتابا جميلا
ولكننا لا نجيد القراءةْ ..
وسافرت فينا لأرض البراءةْ ..
ولكننا ما قبلنا الرحيلا
تركناك في شمس سيناء وحدكْ ..
تكلِّم ربك في الطور وحدك ..
وتعرى .. وتشقى .. وتعطش وحدكْ ..
ونحن هنا .. نجلس القرفصاءْ
نبيع الشعارات للأغبياءْ
ونحشو الجماهير تبنا .. وقشّا ..
ونتركهم يعلكون الهواءْ
ـ 3 ـ
قتلناك .. يا جبل الكبرياءْ
وآخر قنديل زيتٍ
يضيء لنا ، في ليالي الشتاء
وآخر سيفٍ من القادسيةْ
قتلناك نحن بكلتا يدينا ..
وقلنا: المنيّة
لماذا قبلت المجيء إلينا؟
فمثلك كان كثيرا علينا ..
سقيناك سمّ العروبة، حتى شبعتْ ..
رميناك في نار عمّان، حتى احترقتْ
أريناك غدر العروبة، حي كفرتْ
لماذا ظهرت بأرض النفاق ..
لماذا ظهرت؟
فنحن شعوب من الجاهليهْ
ونحن التقلبُ ..
نحن التذبذبُ ..
والباطنيهْ ..
نبايع أربابنا في الصباح
ونأكلهم .. حين تأتى العشيةْ ..
ـ 4 ـ
قتلناكَ ..
يا حبّنا وهوانا ..
وكنت الصديق، وكنت الصدوق
وكنت أبانا ..
وحين غسلنا يدينا ..
اكتشفنا ..
بأن قتلنا منانا ..
وأن دماءك فوق الوسادةِ ..
كانت دمانا ..
نفضت غبار الدراويش عنّا
أعدْت إلينا صبانا
وسافرت فينا إلى المستحيل
وعلّمتنا الزهو والعنفوانا ..
ولكنّنا ..
حين طال المسير علينا
وطالت أظافرنا .. ولحانا ..
قتلنا الحصانا ..
فتبّت يدانا ..
فتبت يدانا..
أتينا إليك بعاهاتنا
وأحقادنا .. وانحرافاتنا
إلى أن ذبحناك ذبحاً
بسيف أسانا
فليتكَ في أرضنا ما ظهرْت ..
وليتك كنت نبيَّ سوانا ..
ـ 5 ـ
أبا خالدٍ .. يا قصيدة شعرٍ
تُقالُ،
فيخضرٌّ منها المدادْ ..
إلى أين؟
يا فارس الحلْم تمضى ..
وما الشوط .. حين يموت الجوادْ؟
إلى أين؟
كل الأساطير ماتتْ
بموتك، وانتحرت شهرزادْ ..
وراء الجنازة .. سارت قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زيادْ..
وهذا، يريق الدموع عليكْ
وخنجرهُ، تحت ثوب الحدادْ
وهذا يجاهدُ في نومه،
وفى الصحو، يبكى عليه الجهادْ ..
وهذا يحاول بعدك ملكاً ..
وبعدك ..
كل الملوك رمادْ ..
وفود الخوارج .. جاءت جميعًا
لتنظم فيك ملاحم عشقْ ..
فمن كفّروكَ ..
ومن خوّنوكَ ..
ومن صلبوك بباب دمشقْ ..
أنادى عليك .. أبا خالدٍ
وأعرف أنى أنادى بوادْ
وأعرف أنك لن تستجيبَ
وأن الخوارقَ ليس تعادْ ..
نتمنى أن نكون قد قدمنا في مقالنا هذا ما يساعد المحبون لشعر نزار قباني، الباحثون عن:
قصائد نادرة لنزار قباني.
أجمل قصائد نزار قباني.
الأعمال الكاملة لنزار قباني.
ما أشهر قصائد نزار قباني؟
أحلى قصائد نزار قباني.
قصائد رثاء بليغة.
قصائد نادرة لنزار قباني.
أشعار نزار قباني.
أقوال نزار قباني.
الشعر السياسي لنزار قباني، قصائد نزار قباني السياسية.
قصائد ممنوعة لنزار قباني.
المرجع:
المختار من شعر نزار قباني- رثاء جمال عبد الناصر- صـ
98- 104.
جمال الغريدي
قل معلوماتك وعبر عن رأيك