" هل أتتك الأخبار يا متنبي" هذا اسم القصيدة التي هجا بها الشاعر العربي السوري الكبير نزار قباني الرئيس المصري محمد أنور السادات بعد قيادة الأخير لاتفاق كامب ديفيد ومعاهدة السلام مع العدو الصهيوني، والمعروف أن نزار قباني شاعر قومي
![]() |
هل أتتك الأخبار يا متنبي- قصيدة نزار قباني في هجاء أنور السادات |
هل أتتك الأخبار يا متنبي- نزار قباني في هجاء أنور السادات
هاجاه نزار قباني بأقذع المصطلحات، وأشد العبارات، ووصفه بأحط الأوصاف، تناول نزار فيها تاريخ السادات، وربط بين أفعاله وبين التاريخ العربي، ووصف الواقع الذي أحدثه السادات ورسم صورته القاتمة.
أبدع نزار قباني- لله دره- في " هل أتتك الأخبار يا متنبي" في مختلف الجوانب؛ الوصف والتحليل، والتصوير والتشبيه، والتدقيق والتفصيل.
ملامح قصيدة " هل أتتك الأخبار يا متنبي" لنزار قباني
شبه نزار قباني السادات بأنه كافور الإخشيدي- الذي كان عبدًا مخصيًّا ثم حكم مصر- وفي هذا كناية عن لون السادات الأسمر وأصوله الاجتماعية- ووجه نزار السؤال إلى المتنبي الذي هجا كافور بعد أن سبق له مدحه.
وبل ذهب نزار قباني إلى أقدم من ذلك، إلى عصر أخناتون الفرعون المغضوب عليه في التاريخ القديم؛ لمحاولته توحيد الآلهة. ثم صعد نزار قباني بعدها إلى تاريخٍ أحدث، فحكى عن السادات عندما كان يشبه نفسه بأنه عنترة بن أبي شداد في شجاعته وقوته.
وبعدها إلى التاريخ الحديث فشبه نزار أنور السادات بأنه الملك فاروق في الشهوة والغرور، وبأنه الخديوي في التسلط والانتقام...
وتناول نزار التاريخ السياسي للسادات بعد ثورة يوليو فوصف حقيقته بأنه كان تابعًا لعبد الناصر بلا قيمة، وكان مهمته حمل حقائب عبد الناصر، وتتبعه كالشاة، ضعيفًا زائغ العينين، وقلنا وصف حقيقته؛ لأن السادات لم يكن يعترض أو يخالف جمال عبد الناصر تمامًا، ومجرد تابعٍ له؛ لذلك كان ضباط مجلس قيادة الثورة يسمونه: " البكباشي صح".
وتناول تاريخ السادات قبل الثورة، فهو القروي الساذج، وعن محاولات السادات العمل بالتمثيل، وقد حاول السادات بالفعل العمل ممثلًا إلا أن عزيزة أمير رفضته، وقالت: أن غير مناسب للعمل كممثل بسبب ملامحه، وقد ظل السادات عاشقًا للتمثيل حتى وفاته.
وتحدث نزار أيضًا عن تدين محمد أنور السادات الشكلي في الماضي، وقد كان السادات بالفعل يحاول الظهور بمظهر المتدين المنضبط.
وبعدها قارن نزار بين ماضي السادات القريب؛ في شخصه، وأفكاره، وتدينه، وبين حاضره المتقاطع تمامًا مع ذلك الماضي.
وفصل نزار قباني عما فعله أنور السادات في الواقع وما أنتجته سياساته، تحدث نزار عن انبطاح السادات للأمريكان، وتنكره للعرب، وتصالحه الساذج مع الصهاينة، وسياساته الاقتصادية والاجتماعية....ونتائج كل ذلك على مصر والمصريين والأمة عمومًا.
هذا بعضًا من ملامح هذه القصيدة، وستستطيعون أن ترسموا لوحتها كاملة؛ لأنه واضحة المعاني والبناء، وإلى:
هل أتتك الأخبار يا متنبي- قصيدة نزار قباني في أنور السادات
هل أتتك الأخبار يا متنبي
إن كافور فكك الأهراما
سقطت مصر في يد قروى
لم يجد ما يبيع إلا الترام
مسرحي الطموح
يلبس وجهًا للكوميديا
وثانيًا للدراما
هو فاروقُ شهوةً و غرورَ
و الخديوي تسلطًا وانتقامًا
وعد الناسَ بالرحيقِ وبالشهد
ولكن سقاهم الأوهامَ
ساق من فكروا لمحكمةِ الأمنِ
و ألغى المدادَ والأقلامَا
وظَّف النيلَ مستشارًا لديه
و الملايين ساقها أغنام
أضرم النار في منازل عبس و تميم
و أنكر الأرحامَا
عصبي يصيح في مصر كالديكِ
و في القدس يمسحُ الأقدامَ
جردوه من كل شئ
ولما استهلكوه ألقوا إليه العظامَ
مصرُ أم الدنيا
وجزءٌ من القلبِ
و ليس الساداتُ إلا كابوسٍ
وليس الساداتُ إلا للأمريكانِ
عبدٌ و خدامٌ
إن كافور فكك الأهراما
سقطت مصر في يد قروى
لم يجد ما يبيع إلا الترام
مسرحي الطموح
يلبس وجهًا للكوميديا
وثانيًا للدراما
هو فاروقُ شهوةً و غرورَ
و الخديوي تسلطًا وانتقامًا
وعد الناسَ بالرحيقِ وبالشهد
ولكن سقاهم الأوهامَ
ساق من فكروا لمحكمةِ الأمنِ
و ألغى المدادَ والأقلامَا
وظَّف النيلَ مستشارًا لديه
و الملايين ساقها أغنام
أضرم النار في منازل عبس و تميم
و أنكر الأرحامَا
عصبي يصيح في مصر كالديكِ
و في القدس يمسحُ الأقدامَ
جردوه من كل شئ
ولما استهلكوه ألقوا إليه العظامَ
مصرُ أم الدنيا
وجزءٌ من القلبِ
و ليس الساداتُ إلا كابوسٍ
وليس الساداتُ إلا للأمريكانِ
عبدٌ و خدامٌ
ـــــــــــــــــــــــــــ
كان اسمه
كما يقال أنور السادات
كان اسمه المأساةَ
والعلمُ عند اللهِ والرواةِ
و كان يمشي
خلف عبد الناصرِ العظيمِ
مثل الشاةِ
منحنيًا.. منكسرًا نصفين
وشاحبًا.. وصامتًا.. وزائغَ العينينِ
وكان أقصى حلمه
في أولِ الثورةِ أن يهتم بالحقائبِ
وأن يقول للرئيسِ آخر النكاتِ
كنا نراهُ دائمًا
يجلسُ في سيدنا الحسين
يستغفرُ الله
ويتلو سورة الرحمن
كنا نظنه أنه يرتلُ القرآنَ
لكنه فاجأنا... وأخرج التوراةَ
كنا نظن أنه
سيدخل القدسَ على حصانهِ
و يستعيد المسجدَ الأقصى من الأسرِ
لكنه فاجأنا
وسلم الأرضَ من النيلِ إلى الفراتِ
هل أصبحت راشيل في تاريخنا خديجة؟
و صار موسى..
كان اسمه
كما يقال أنور السادات
كان اسمه المأساةَ
والعلمُ عند اللهِ والرواةِ
و كان يمشي
خلف عبد الناصرِ العظيمِ
مثل الشاةِ
منحنيًا.. منكسرًا نصفين
وشاحبًا.. وصامتًا.. وزائغَ العينينِ
وكان أقصى حلمه
في أولِ الثورةِ أن يهتم بالحقائبِ
وأن يقول للرئيسِ آخر النكاتِ
كنا نراهُ دائمًا
يجلسُ في سيدنا الحسين
يستغفرُ الله
ويتلو سورة الرحمن
كنا نظنه أنه يرتلُ القرآنَ
لكنه فاجأنا... وأخرج التوراةَ
كنا نظن أنه
سيدخل القدسَ على حصانهِ
و يستعيد المسجدَ الأقصى من الأسرِ
لكنه فاجأنا
وسلم الأرضَ من النيلِ إلى الفراتِ
هل أصبحت راشيل في تاريخنا خديجة؟
و صار موسى..
ـــــــــــــــــــــــــــ
أنور السادات
و يا للعجب
كان اسمهُ
من قبل أن يرتد عن شريعةِ الإسلامِ
محمدًا.. وصار أبراهامُ
كان اسمه سيدنا الشيخِ
وكان دائم الصلاةِ والصيامِ
وكان في جبينه علامة
من كثرةِ الركوعِ والقيامِ
وكان كالأطفالِ يبكى
إن تذكر الرسولَ
أو جاء ذكر اللهِ.. ذي الجلالِ والإكرامِ
كان تقيٍّا.. ورعًا
يخاف أن يدوس النملَ
أو يروع الحمامَ
و كان أهلُ مصرَ يقصدونه
ليطرد الشيطانَ عن أولادهم
و يحمل الفولَ إلى صحونهم
و يحمل الطعميةَ
لكنه فاجأنا
يلبس في نيويورك جبة الحاخامِ
ويقرأ القرآنَ بالعبريةِ
و يرفع الآذانَ بالعبريةِ
ويهدم الملكَ الذي أسسه هشامُ
و يغرس الخنجرَ في صدرِ بني أميةَ
من أجل عبرانيةٍ عشقتها
ذبحت أولادكَ في الظلامِ
وأمهم بهيةَ
ويا للعجب
كان اسمه عنترةَ
في سالفِ الزمانِ
ويدعي بأنه من تغلبِ
كان من قحطانِ
وأنه تعلم الدينَ على الشيخِ أبي حنيفة
والشعرَ عن حسانِ
كان يقول أنه يؤمن بالحريةِ
والحبَ والإنسانَ
وإنه يعشق بنتًا حلوةً مثل القمرِ
يدعونها بهيةَ
لكنه فاجأنا
من بعدما أعطاه عبد الناصر الأمانَ
فافترس الحريةَ
وافترس الإنسانَ
وطلق البنتَ التي يدعونها بهية
وحارب الأنصارَ والصحابةَ
وأرجع الأوثانَ
وارتد عن عبادةِ اللهِ
إلى عبادةِ الشيطانِ
فكيف يا عنترة؟
أصبحت في جراحةٍ صغيرةٍ
حاييم.. أو ناتان
و كيف في جراحةٍ صغيرةٍ؟
أصبحت مخصيٍّا من الخصيانِ
ويا للعجبِ
فكيف يا سيدنا الإمامَ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كان اسمه
في المتحفِ المصريِ أخناتونَ
سحنته سحنةَ أخناتون
جبهته جبهة أخناتونَ
لهجته لهجةَ أخناتونَ
وكان في أعماقهِ
أشياءٌ من خوفو و فرعون
لكن عبد الناصر العظيمَ
ألبسه عباءةَ المأمونِ
فباعها
وأحرقَ العقالَ والكوفيةَ
وأطلقَ النارَ من الخلفِ على ابن العاصِ
وأحرق الحنطةَ.. والغلالَ
والبيادرَ الخصيبةَ
وأحرقَ العروبةَ
فكيف زوجوك يا بهيةَ؟
من ذلكَ المجنونِ
وكيف خدروك يا بهيةَ؟
بالخمرِ
والحشيشِ
والأفيونِ
وكيف أرغموك يا بهيةَ؟
أن تحملي الخمرَ إلى مليكهم داوود
وكيف علموك يا بهيةَ؟
أن تقرئي التلمودَ
وتصبحي راقصةً في حارةِ اليهودِ
و يا للعجبِ
جبهته جبهة أخناتونَ
لهجته لهجةَ أخناتونَ
وكان في أعماقهِ
أشياءٌ من خوفو و فرعون
لكن عبد الناصر العظيمَ
ألبسه عباءةَ المأمونِ
فباعها
وأحرقَ العقالَ والكوفيةَ
وأطلقَ النارَ من الخلفِ على ابن العاصِ
وأحرق الحنطةَ.. والغلالَ
والبيادرَ الخصيبةَ
وأحرقَ العروبةَ
فكيف زوجوك يا بهيةَ؟
من ذلكَ المجنونِ
وكيف خدروك يا بهيةَ؟
بالخمرِ
والحشيشِ
والأفيونِ
وكيف أرغموك يا بهيةَ؟
أن تحملي الخمرَ إلى مليكهم داوود
وكيف علموك يا بهيةَ؟
أن تقرئي التلمودَ
وتصبحي راقصةً في حارةِ اليهودِ
و يا للعجبِ
ــــــــــــــــــــــــــ
كان اسمهُ الفنيَ
في مسارحِ المدينةِ
زوربا
وكان يعشقَ الظهورَ
وكان من أحلامهِ أن يصبحَ المطربَ والعازفَ
والممثلَ المشهورَ
و كان يسمى نفسهُ
العزيزَ
والعظيمَ
والقويَ
والعليَ
والقديرَ
والمعصومَ
والغفورَ
وصانعَ العبورِ
كان اشتراكيٍّا
يعيش عيشةَ الأباطرةِ
ويعشقُ السلطانَ
وعنده مزرعةُ كبيرةً.. كبيرةً
تعرف باسمِ القاهرةِ
وعنده.. كل سراياتِ بني عثمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كان (ترافولتا) عصرهِ
في روعةِ الرقصِ
وفي أناقةِ الخطواتِ
وكان شعبيًّا بأمريكا
وكان كوكبُ الشاشاتِ
فكيف يا محمدُ.. يا أنورُ الساداتِ
من أجل عبرانيةٍ عشقتها
تغدرَ بالأحياءِ والأمواتِ
وتدعي أن النبيَّ مات
وكيف.. يا.. أنورُ المأساةِ
تصبحَ إسرائيلَ في طنطا
وفي بنها
وفي إيلات
ويا للعجبِ
ــــــــــــــــــــــــــ
يا مصرُ
يا قصيدةَ المياهِ، والجسورِ
والمآذنَ الورديةَ
يا زهرةَ اللوتسِ
يا كتابةَ زرقاءً فاطميةً
أيتها الصابرةُ، الصامتةُ
الطيبةُ، النقيةُ
أيتها القاهرةُ، المقهورةُ
الضعيفةُ، القويةُ
يا من يداها ذهبٌ
وصوتها حريرٌ
ماذا جرى؟
من بعدِ عبد الناصرِ الكبيرِ
من مسحَ الحنةِ عن يديك يا بهيةُ؟
من سرقَ النجومَ من ليلِ العيونِ السودِ؟
ماذا جرى لجيمك الملحنةِ؟
والعسلِ المسكوبِ
من لهجتك المصريةِ
ماذا جرى؟
للكعكِ.. والأطفالِ.. والموالدِ الشعبيةِ
والحزنِ في الشوارعِ الخلفيةِ
يا مصرُ يا حبيبة ابن العاص
وعشقه الأول والأخير
لن يستطيع الرجل الصغير
أن يطفئ الشمس، وأن يزور القضية
فأنت مهما ضاقت الحياة
أو جاء كافور إلى الحكم، أو السادات
باقية في القلب يا بهية
باقية في القلب يا بهية
باقية في القلب يا بهية.
قصيدة " هل أتتك الأخبار يا متنبي" لنزار قباني ملف بصيغة وورد
يمكنك تحميل قصيدة " هل أتتك الأخبار يا متنبي" في ملف بصيغة وورد من هنا.
جمال الغريدي
قل معلوماتك وعبر عن رأيك