من موضوعاتنا:

بيان حل الأحزاب ومصادرة ممتلكاتها

قررت ثورة 23 يوليو 1952 م في يناير 1953 م حل الأحزاب؛ وذلك بسبب فساد هذه الأحزاب وقادتها، وتعاونها مع الاحتلال، وعدم قدرتها على تحقيق الحياة الديموقراطية السليمة... صدر بيان حل الأحزاب ومصادرة ممتلكاتها من قبل
بيان حل الأحزاب ومصادرة ممتلكاتها في يناير 1953 م
بيان حل الأحزاب ومصادرة ممتلكاتها في يناير 1953 م
قيادة ثورة يوليو 1952 م موجهًا من اللواء محمد نجيب بصفته رئيس حركة الجيش موجهًا إلى الشعب المصري، وكان الرئيس محمد نجيب مؤيدًا لحل الأحزاب وقد ساهم في حلها بالتخطيط والتنفيذ؛ وبالتالي هذا ينفي أي أقاويل عن عدم مشاركة الرئيس محمد نجيب في حل الأحزاب وإزالتها ومحاولة إصلاح الديموقراطية التي تباكى عليها بعد ذلك.

رد فعل الشعب المصري على قانون حل الأحزاب

ولم يلقى حل ثورة يوليو للأحزاب أي مقاومة أو رفض شعبي من قبل الشعب المصري، بل قوبل حلها بترحيبٍ شعبي كبير، فأين ذهبت شعبية حزب الوفد كأكبر الأحزاب المصرية وأين قائده الزعيم الشعبي مصطفى النحاس، وأين شعبية أحزاب كالحزب الوطني وحزب الأحرار الدستوريين وغيرها، وأين شعبية قادتها الذين قادوا الحياة السياسية المصرية عبر عقود لا سيما منذ ثورة 1919 م وصدور دستور 1923 م، وعدم الرفض الشعبي لحل الأحزاب وحتى لو الاعتراض البسيط دليل على هشاشة تلك الأحزاب وفقدان قيمتها وأهميتها وانعدام أهمية قادتها.
كما كان النص على مصادرة أموال الأحزاب فعالًا؛ لأنه شل قدرة هذه الأحزاب على الحركة؛ إذا أفقدها أحد مصادر حركتها وحيويتها، وقد صدرت عدة قرارات ولوائح لتنظيم مصادرة أموال الأحزاب منها القانون رقم 648 لسنة 1953 م.
نُشر بيان حل الأحزاب بالجريدة الرسمية ( الوقائع المصرية) في العدد ٥ مكرر ا ( غير اعتيادي ) بتاريخ 17 يناير سنة 1953 م. اطلع على المزيد من الوثائق المصرية المتنوعة وإلى نص:

بيان حل الأحزاب ومصادرة ممتلكاتها في يناير 1953 م

" من القائد العام للقوات المسلحة بصفته رئيس حركة الجيش إلى الشعب المصري:
لقد استمدت ثورة الجيش قوتها من إيمانها الكامل بحق جميع المواطنين في حياة قوية شريفة وعدل تام مطلق وحرية كاملة شاملة في ظل دستور سليم يعبر عن رغبات الشعب، وينظم العلاقة بين الحاكمين والمحكومين.
ولمًّا كان أول أهداف الثورة هو إجلاء الأجنبي عن أرض الوطن ولما كنـــــا آخذين الآن في تحقيق هذا الهدف الأكبر والسير به إلى غايته مهمــا تكـن الظروف والعقبات فإننا كنا ننتظر من الأحزاب أن تقدر مصلحة الوطن العليا فتقلع عن أساليب السياسة المخربة التي أودت بكيان البلاد وفرقت وحدتها وفرقت شملها لمصلحة نفر قليل من محترفي السياسة وأدعياء الوطنية، ولكن على العكس من ذلك اتضح لنا أن الشهوات الشخصية والمصالح الحزبية التي أفسدت أهداف ثورة ۱۹۱۹ تريد أن تسعى سعيها ثانية بالتفرقة في هذا الوقت الخطير من تاريخ الوطن فلم تتورع بعض العناصر عن الاتصال بدول أجنبية وتدبير ما من شأنه الرجوع بالبلاد إلى حالة الفساد السابقة بل الفوضــــــى المتوقعة مستعينة بالمال والدسائس في ظل الحزبية المقيتة>
ونسى أولئك وهؤلاء أننا نقف بالمرصاد لكل من تحدثه نفسه بالخروج على إجماع الشعب أو العبث بمستقبله ولذلك فقد أمرت باتخاذ أشد وأعنف التدابير ضد كل مارق أو خائن يسعى بالفتنة بين صفوف الأمة المتحدة·
ولما كانت الأحزاب على طريقتها القديمة وبعقليتها الرجعية لا تمثل إلا الخطر الشديد على كيان البلاد ومستقبلها فإنني أعلن حل جميع الأحزاب السياسية منذ اليوم ومصادرة جميع أموالها لصالح الشعب بدلًا من أن تنفق لبذر بذور الفتنة والشقاق ولكى تنعم البلاد بالاستقرار والإنتاج أعلن قيام فترة انتقال لمدة ثلاث سنوات حتى نتمكن من إقامة حكم ديمقراطي دستوري سلیم ومنذ اليوم لن أسمح بأي عبث أو أضرار بمصالح الوطن وسأضرب بمنتهى الشدة على يد كل من يقف في طريق أهدافنا التي صنعتها آلامكم الطويلة وتتمثل فيها رغباتكم وأمانيكم نحو مستقبل كريم على نفوسنا وعلى العالمين، والله ولي التوفيق.
١٦ يناير سنة ١٩٥٣".
جمال الغرِّيدي
جمال الغرِّيدي
تعليقات